قدم رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الصباح استقالة حكومته السادسة الى الأمير الشيخ صباح الاحمد الصباح، بعد اجتماع استثنائي عقدته ظهراً وفي اعقاب خلافات بين «الوزراء الاقطاب» من الاسرة الحاكمة الذين قيل انهم استقالوا سراً الاربعاء. ولم يُعلن سبب الاستقالة رسمياً، التي جاءت بعد 3استجوابات في مجلس الأمة (البرلمان) لوزراء الخارجية والاعلام والاقتصاد، وجميعهم من الاسرة الحاكمة، مع استجواب رابع موعود ومساءلة لرئيس الوزراء نفسه واستجوابين آخرين محتملين لوزيري الصحة والتربية. والحكومة المستقيلة هي السادسة التي شكلها الشيخ ناصر المحمد منذ شباط (فبراير) 2006 ولم يُعرف بعد ما اذا كان الامير سيكلفه تشكيل الحكومة السابعة، وسط تحفظات كبيرة للمعارضة، أو ان الامير قد يكلف النائب الاول لرئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الصباح بتشكيل حكومة جديدة لينهي الاشكالات مع البرلمان. ومن المتوقع ان يقبل الأمير استقالة الحكومة ويأمرها بالاستمرار في تصريف الاعمال حتى يتم تكليف رئيس جديد لتشكيل الوزارة الجديدة في مهلة لا تزيد على اسبوعين. وكان الشيخ ناصر واجه استجوابات عدة في الماضي وتمكن من تجاوز اقتراع على الثقة بصعوبة قبل شهور. وذكر امس ان ما دفع الى استقالة الحكومة خلافات حادة بين اقطاب الحكومة وتكهنات بان بعض الاستجوابات المقدمة أخيراً حركها وزراء شيوخ ضد آخرين، ما دفعهم الى رفع الامر الى أمير البلاد، وتقديم استقالاتهم الاربعاء ثم استقالة الحكومة باكملها أمس. في غضون ذلك اعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح ان ديبلوماسيين يعملون في السفارة الايرانية في الكويت سيتم ابعادهم بعدما ثبتت صلتهم بشبكة تجسس أصدر القضاء الكويتي، في حق اعضائها الخمسة، الثلثاء الماضي احكاما بالاعدام و بالسجن المؤبد. وكان الوزير اعلن قبل ذلك ان الكويت استدعت سفيرها لدى طهران مجدي الظفيري للتشاور في أسوأ ازمة ديبلوماسية بين البلدين منذ ما قبل الغزو العراقي للكويت العام 1990. كما استدعت وزارة الخارجية الكويتية القائم بالاعمال الايراني وسلمته رسالة احتجاج. وقال الشيخ محمد أمس ان «المؤامرة التي حيكت ضد الكويت جاءت من ايران ومن عناصر رسمية فيها على رغم ان الكويت لم يصدر منها الا كل خير». وذكرت مصادر في الكويت أمس ان ثلاثة من الديبلوماسيين الايرانيين سيتم ابعادهم. وكانت الحكومة الكويتية اتخذت خطوات كثيرة للتقارب مع ايران، ما اثار نواب المعارضة السنة الذين انتقدوا الشيخ ناصر بعد المواقف المترددة للحكومة في ارسال قوات الى البحرين، في اطار «درع الجزيرة»، بينما ساندت الاقلية الشيعية سياسة الحكومة. وتزامن اعلان الشيخ محمد سحب السفير من طهران مع تقديم النائب الشيعي المتشدد صالح عاشور بكتاب لاستجواب الشيخ محمد الصباح على خلفية الهجوم الذي شنه الاعلام البحريني الرسمي ضد رموز شيعية كويتية أتهمت بدعم «المتطرفين الشيعة» في الاحداث الاخيرة. وتضمن الاستجواب بندين هما «الاخفاق والتقصير في الذود عن نظام الحكم في الكويت والتهاون والتفريط في هيبة الدولة». والثاني «عجز الوزير وتقاعسه عن القيام بصيانة وحدة المجتمع والدفاع عن وحدة نسيجه الوطني والتخاذل في صد محاولات المساس بالشعب الكويتي». وكان عاشور عقد مؤتمراً صحافياً الثلثاء للرد على اتهامات وجهها اليه تلفزيون البحرين في برنامج بث قبل ايام بأنه تدخل في شؤون البحرين لاثارة الفتنة الطائفية هناك. وقال التلفزيون ان عاشور ابعد من عمله كضابط في الجيش الكويتي قبل نحو عقدين بسبب معلومات ربطت بينه وبين النظام الايراني.