لم تؤكد مصادر مقربة من الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، كما لم تنفِ، خبر اجتماعه بالأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، لكنها قالت إن الاتصالات بينه وبين قيادة الحزب مستمرة من دون انقطاع وإنها تتسم بالإيجابية، فيما أكدت مصادر أخرى مواكبة للمشاورات في شأن تأليف الحكومة أن اللقاء حصل، لكن المعلومات عن المواضيع التي أثيرت فيه ليست دقيقة. وعلمت «الحياة» من المصادر نفسها بأن اللقاءات التي عقدت في اليومين الأخيرين حققت بعض التقدم، لكنها تحتاج الى متابعة من أجل التوصل الى نقاط مشتركة يمكن التأسيس عليها لتفعيل المشاورات الهادفة الى تبديد الأسباب التي ما زالت تؤخر ولادة الحكومة. وقالت إن الاتصالات تنطلق من رفض تأليف حكومة تكنوقراط أو أمر واقع سياسية يتمثل فيها جميع الأطراف ويتحمل من ينسحب منها مسؤوليته أمام الرأي العام اللبناني، مشيرة الى أن ميقاتي، إضافة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، كانا تبلّغا من قوى 8 آذار رفضها مثل هذين الخيارين وإصرارها على أن تتشكل حكومة بموافقة الجميع. وأضافت المصادر نفسها أن الاختلاف على وزارة الداخلية بين سليمان ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ما زال السبب الأهم الذي يؤخر تشكيل الحكومة. وتابعت أن المفاوضات التي أُجريت بين ميقاتي وممثلين عن قوى 8 آذار انتهت الى التفاهم على صيغة مركبة للأحجام السياسية في الحكومة الجديدة تقضي بصرف النظر عن إقحام التركيبة الوزارية في صيغة توزع الوزراء على قاعدة الثلث الضامن لكل من رئيسي الجمهورية والحكومة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بإعطائهم 11 وزيراً من أصل 30 وزيراً في مقابل تخصيص 19 مقعداً لكل من «حزب الله» وحركة «أمل» و «تكتل التغيير والإصلاح» وتيار «المردة» وحزبي الطاشناق واللبناني الديموقراطي (طلال أرسلان). ولفتت الى أن الصيغة المركبة هذه تقضي أيضاً بصرف النظر عن اعتماد مبدأ الثلث الضامن، ما يستدعي تلوين الحكومة بوزراء لا يعترض عليهم أحد، ولا يمكن تصنيفهم مع هذا الفريق أو ذاك. علماً أن الحزب «التقدمي» يضغط باتجاه صيغة توزع الحكومة بين الثلث الضامن وأقل من الثلثين. وأوضحت المصادر أن لا مشكلة في انتقاء وزراء «حياديين»، غير محسوبين على محور معين في الحكومة لكنهم يسبحون في المناخ السياسي العام للأكثرية في البرلمان ولا يشكلون تحدياً لأحد. وأكدت أن الوصول الى تفهم لتجاوز إقحام الحكومة في محورين لا يكفي ما لم يستكمل بتحضير الأجواء لإعادة التواصل بين سليمان وعون، وبين الأخير وميقاتي، على رغم أن لا عائق أمام تواصلهما وأن الاتصالات جارية لترتيب لقاء قريب بينهما. وكشفت المصادر أن الجهود منصبّة حالياً على تنقية الأجواء بين سليمان وعون ليأتي اجتماعهما منتجاً باتجاه إظهار الأخير استعداده لرفع «الفيتو» على إسناد الداخلية الى الوزير زياد بارود بعدما كان أعلن أخيراً أن لا اعتراض لديه على توزيره شرط عدم إعطائه «الداخلية». وإذ تجنبت المصادر تحديد القوى السياسية التي تتحرك بين القصر الجمهوري في بعبدا والرابية مقر إقامة عون قالت إن «ما يهمنا الوصول الى نتائج للإسراع في تأليف الحكومة لأن التأخير بدأ ينعكس سلباً على جميع الأطراف لافتقادهم الى الأعذار المنطقية لتبريره».