«موسم الساحرة» اخراج دومينيك سينا - تمثيل: نيكولاس كايج، كلير فوي هل يمكن اعتبار هذا الفيلم متقدماً عن زمنه أم سابقاً له؟ مهما يكن الجواب، فإن الملاحظة تفرض نفسها: لم يحقق «موسم الساحرة» في عروضه الأولى نجاحاً كبيراً، فهو يتحدث عن السحر والعصور الوسطى والفرسان النبلاء، والحروب البدائية والمدن المدمّرة، في وقت يحاول فيه الناس (والمتفرجون من بينهم) التقاط حاضرهم فلا يستطيعون. الحكاية تدور أيام الحروب الصليبية، حول فارسين يترافقان في طريقهما بعد مذبحة، فيصلان الى مدينة تعيش حالاً من الفوضى والرعب. وهناك ينقذان فتاة مطاردة، هما اللذان يقول شعارهما في الحياة، بعد تجارب الرعب والذبح، ان قتل النساء والأطفال يجب أن يتوقف. } «بلا حدود» اخراج: نيل بورغر - تمثيل: برادلي كوبر، روبرت دي نيرو خلال العام الفائت كان فيلما «استباق» و «الشبكة الاجتماعية» اثنين من أبرز ما عرض. والمهم ان أهمية كل منهما أتت من تعاطيه مع الدماغ، في شكل أو في آخر. وهذا بدا جديداً وكان الإقبال كثيفاً. من هنا علينا ان نتوقع ازدياد عدد الأفلام التي تغور في قضايا العقل مباشرة. وهذا الفيلم ربما يصح اعتباره اشارة أولى لأن موضوعه، بالتحديد، فكرة أن الإنسان لا يستخدم في حقيقة أمره أكثر من جزء يسير جداً من عقله، تاركاً الباقي - كما يبدو - لأزمان مقبلة، أما الحكاية فتدور حول الشاب الموهوب ادي مورا، الذي مكنه عقله المتقدم من أن يصل الى القمة، لكن ذلك لم يبدل فيه شيئاً، لا في المعنى السلبي ولا في المعنى الإيجابي. } «طريق العودة» اخراج: بيتر واير - تمثيل: جيمس ستارغز، إد هاريس كما حدث من قبل مع فيلم «كابتن» ومن قبله مع «عازف البيانو»، ما إن بدأت عروض هذا الفيلم حتى اندلعت السجالات حول صدقيته. فالحكاية التي تمثل هروب عدد من سجناء الغولاغ في مجاهل سيبيريا أيام الحكم الستاليني، وعبورهم 4000 كلم على الأقدام وسط الأخطار وتقلبات الطقس حتى وصلوا الى الحرية في الهند، بنيت على أساس كتاب وضعه من وصف نفسه بأنه واحد من أولئك السجناء الهاربين. ولكن سرعان ما تبين ان الرجل لم يكن سجيناً لفترة طويلة، وأنه لم يهرب، بل نال عفواً أوصله الى لندن حيث عاش سعيداً... مهما يكن، وبصرف النظر عن هذا الواقع، يبقى ان هذا الفيلم يمكن النظر اليه كفيلم مغامرات جيد ومثير، حتى وإن كان سينسى بسرعة خارج إطار السجالات التاريخية من حوله. } «الطريق الى اللامكان» اخراج: مونتي هيلمان - تمثيل: شانين سيزامون، تيغ رانيان كان اسم هيلمان قد غاب منذ عقود. فهذا المخرج الذي ينتمي الى عقد السبعينات، ويعتبر اليوم آخر من تبقى من جيل طحن تماماً بين جيل التلفزيون وجيل أصحاب اللحى، لم يحقق طوال ثلث قرن وأكثر سوى نصف دزينة من الأفلام، بعضها مرّ مرور الكرام ولم يلفت الأنظار. هذه المرة أتى التقريظ واضحاً لكنه أتى لمكانة الرجل لا لفيلمه الجديد هذا. ومع هذا هو فيلم يمكن مشاهدته بمتعة ولا سيما انه فيلم عن السينما: فحكاية الفيلم تدور من حول تصوير فيلم، حيث تتجول الكاميرا في تصرفات العاملين وعلاقاتهم، تجوالاً يمكّن كل متفرج من أن يشعر بنفسه متلصصاً مميزاً على عالم غامض...