بدأت الدول الضامنة لمسار آستانة، روسياوتركيا وإيران، لقاءات تقنية أمس تمهيداً لانطلاق الجولة السابعة من المحادثات اليوم والتي تستمر حتى غد الثلثاء. وكشفت مصادر مطلعة أن روسيا تصرّ على طرح بند «لجان المصالحة» على أجندة الاجتماعات. وتتحفظ فصائل المعارضة على الاقتراح باعتباره يضعف مسار جنيف، ويركز عوضاً من ذلك على المصالحات الداخلية بين النظام السوري والمعارضة برعاية روسية وليس أممية. تزامناً، ذكرت مصادر ديبلوماسية أن «مؤتمر شعوب سورية»، الذي اقترحته موسكو يتجه إلى عقد حوار وطني شامل في اللاذقية كخطوة أولى، على أن ينتقل لاحقاً إلى دمشق. يأتي ذلك فيما أفادت مصادر مطلعة بأن اجتماعاً ضم وفداً من الفصائل المسلحة في منطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق عقد أمس بحضور روسي، وذلك لإتمام اتفاق المصالحة في القلمون. وأشارت وكالة «نوفوستي» الروسية نقلاً عن «مركز المصالحة الروسي» في حميميم، إلى موافقة قادة 11 جماعة مسلحة معارضة معتدلة من منطقة القلمون الشرقي، على بحث شروط المصالحة مع الحكومة السورية بإشراف موسكو. وستعقد اليوم لقاءات ثنائية بين الدول الضامنة ووفدي المعارضة والنظام في «فندق ماريوت»، في العاصمة الكازاخية، لبحث تموضع قوات المراقبة في منطقة خفض التوتر في إدلب شمال سورية، وملف المعتقلين، وآليات تطبيق اتفاقيات «خفض التوتر»، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة ضمن «إجراءات بناء الثقة». وإذا سارت المحادثات إيجاباً، فمن المقرر المصادقة على مسودة العمل المشتركة المتعلقة بإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين والرهائن، وتسليم جثث القتلى، والبحث عن المفقودين. وإلى جانب الدول الضامنة، تشارك وفود من الأممالمتحدة وأميركا والأردن في المحادثات بصفة مراقب. في موازاة ذلك، قال مصدر روسي لوكالة «سبوتنيك» الروسية، إن هناك توجهاً لتعيين وسيط بين المعارضة والحكومة السورية، لبحث ملف المعتقلين. وزاد المصدر: «سيركز اجتماع آستانة على المعتقلين وإزالة الألغام، وتصرّ تركيا والمعارضة على أن تكون هاتان الورقتان بمثابة حزمة، بمعنى إذا تعذر الاتفاق حول قضية ما، فلن يكون هناك اتفاق على القضية الأخرى». وأضاف، «عندما يتم اعتماد ورقة حول المعتقلين، فمن الممكن أن يتم تعيين شخص محايد كوسيط بين الحكومة والمعارضة حول هذه القضية، وسيقدم كلا الطرفين قوائم المحتجزين إلى هذا الشخص، وسيعمل معهم على هذا الأمر. في هذه المرحلة، لا يزال من الصعب القول من سيكون هذا الشخص». واعتبر منذر خدام، الناطق الرسمي باسم «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديموقراطي» المعارضة، أن «روسيا بدأت تهتم أكثر بحوارات الداخل»، وأضاف أنه ووفق معلوماته، ستتم دعوة 1200 شخص نصفهم من الحكومة وحلفائها، والنصف الآخر من مختلف أطياف المعارضة، بمن فيهم المسلحون من مناطق خفض التوتر، وكذلك الأكراد إلى حضور «مؤتمر شعوب سورية» المزمع عقده في حميميم في اللاذقية. ميدانياً، قتل قائد «فوج الحيدرات» التابع ل «قوات النمر» البارزة خلال المعارك بين القوات النظامية و «داعش»، في دير الزور. وأفادت وسائل الإعلام الرسمية بأن عبد الرحمن المير، الذي يقود الفوج، إضافة إلى عناصر من القوات، بينهم عقيد، قتلوا خلال ال24 ساعة الماضية في دير الزور. وتعتبر مجموعات «النمر» التابعة للعميد سهيل الحسن، من أبرز المجموعات المسلحة في صفوف القوات النظامية، ولعبت دوراً كبيراً في السيطرة على أحياء عدة من حلب المحاصرة. وذكر موقع «الإعلام الحربي المركزي» المقرّب من «حزب الله»، أن «وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة تتابع تقدمها ضمن أحياء مدينة دير الزور، وتبسط سيطرتها على حيي العرفي والعمال».