صنعاء - أ ف ب، رويترز - حاول الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مراراً «التخلص» من اللواء علي محسن الأحمر، الذي اعلن انضمامه أخيراً إلى المطالبين بإسقاط النظام، كما قال مصدر عسكري مقرب من الأحمر لوكالة «فرانس برس» امس. وكشف وزير التجارة أن اليمنيين يتمونون تحسباً من حرب أهلية طويلة. وكانت صحيفة «افتنبوستن» النروجية نقلت عن مذكرة سرية صادرة عن السفارة الأميركية في الرياض، سربها موقع «ويكيليكس» أن علي عبد الله صالح حاول «على ما يبدو» أن يستخدم السعوديين من غير علمهم للقضاء على الأحمر خلال المواجهات مع المتمردين الحوثيين في 2010. وقال المصدر «خلال المعارك مع الحوثيين حاولت المدفعية اليمنية استهداف مواقع وحدات للجيش كان يقودها الأحمر في الملاحيظ». وأضاف «كان واضحاً أن الرئيس اليمني يريد أن يتخلص منه (الأحمر) لأنه يقف حجر عثرة أمام توريث الحكم إلى نجله احمد قائد الحرس الجمهوري. وتحدث أيضاً عن «خلافات واضحة بين الأحمر وأحمد نجل صالح، وطارق محمد عبد الله صالح، ابن أخ الرئيس وقائد وحدات الحرس الخاص». وأشار إلى حادثة وقعت قبل سنتين حين نُظم عرض عسكري في صنعاء تخلله «تخريب لمعدات فرقة الأحمر خشية أن تستهدف صالح، قبل أن تسلم في نهاية العرض إلى الحرس الجمهوري». وأكد المصدر الرواية، التي نشرتها الصحيفة النروجية وتفيد انه تم توجيه طائرات مقاتلة سعودية كانت تشارك في قصف التمرد الزيدي الذي تشهده اليمن منذ 2004 إلى مبنى قُدم للسعوديين على انه مقر مهم للمتمردين. لكن العملية ألغيت عندما أدرك الطيارون السعوديون انهم يوشكون على قصف المقر العام لعلي محسن الأحمر. واعتبرت الصحيفة أن «صالح حاول على ما يبدو التخلص من خصم محتمل». واللواء علي محسن الأحمر هو قائد المنطقة الشمالية الشرقية لكتيبة المدرعات الأولى وكان ينظر إليه على انه ابرز وجوه النظام، قبل أن يُعلن في 21 آذار (مارس) انضمامه إلى الاحتجاجات ضد الرئيس. من جهة ثانية قال محتجون يمنيون يطالبون بتنحي الرئيس انهم سيصرون على المطالبة بأن يتنحى عن السلطة فوراً وألقوا عليه باللوم عن أعمال العنف التي أثارت مخاوف الولاياتالمتحدة من انتشار فوضى قد تفيد المتشددين. وحمل بيان أصدره تكتل اللقاء المشترك، الائتلاف الرئيسي للمعارضة، صالح وحاشيته المسؤولية عن وجود الجماعات المتشددة ومنها تنظيم «القاعدة» في محافظة أبين. وقال الائتلاف في بيان «إننا إذ ندين ونستنكر هذه الجريمة البشعة فإننا نحمل الرئيس وحاشيته المسؤولية الكاملة عما حدث من تواطؤ مع تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة بتسليمهم مؤسسات الدولة وآلياتها العسكرية في محافظة أبين». وقال المعارض اليمني حميد الأحمر، المنافس للرئيس اليمني، انه يتعين على الدول الغربية أن تدعم الاحتجاجات المطالبة بخلع الرئيس كي تسهم بذلك في بناء علاقات قوية في المستقبل. وأضاف الشيخ حميد، وهو من الشخصيات القبلية المهمة وينتمي إلى «حزب الإصلاح» ذي التوجه الإسلامي، انه بإمكان اليمن بعد رحيل صالح أن يسيطر على تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب». وأعرب الأحمر في مقابلة مع «رويترز» عن اعتقاده بأنه يتعين على المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة والأوروبيين أن يتكاتفوا مع الشعب اليمني وأن يطالبوا مباشرة برحيل صالح. وقال انه ينبغي عليهم أن يقوموا بما فعلوه في مصر وليس ما يقومون به في ليبيا. مشيراً إلى أنهم في اليمن يرون أن دعماً مثل الذي حدث في مصر سيكون كافياً لوضع حد للأمور. وحض الأحمر الغرب على كسب صداقة الشعب اليمني بدعمهم له. وقال وزير التجارة هشام شرف عبد الله «إن اليمنيين، الذين يشعرون بقلق من تدهور الأزمة السياسية، بدأوا خزن الأغذية الأساسية كالقمح والسكر ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار». وقال لوكالة «رويترز» إن أسعار التجزئة للقمح ارتفعت أكثر من 15 في المئة الشهر الماضي مع استمرار المواجهة بينما ارتفعت أسعار سلع غذائية رئيسية أخرى بنسب تراوح بين 10 و15 في المئة. وأضاف «الناس يخزنون أي شيء بأي سعر إذا عرفوا أنه سيختفي». وأشار إلى «انهم يخشون أن تغلق المتاجر أبوابها إذا اندلعت حرب أهلية أو اشتباكات وعندها سيرفع التجار أنفسهم الأسعار بنسب تصل حتى إلى 50 في المئة».