اندلعت مواجهات بالأسلحة الثقيلة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور أمس، بين القوات السودانية ومليشيات شبه رسمية ما أدى إلى وقوع قتلى بين الطرفين واصابة مدنيين، فيما رفضت سلطات الخرطوم السماح للوسيط الافريقي ثابو مبيكي بلقاء زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي المعتقل منذ 4 ايام. وذكر شهود ان الاشتباكات العنيفة بين شرطة الفاشر وبعض منتسبي قوة حرس الحدود، بدأت ليل أول من أمس، بسبب احتكاك بين القوة ودورية للشرطة، ما أدى إلى مقتل وإصابة سبعة عناصر من الطرفين ومقتل امرأة وإصابة أخرى. وبدأ التوتر بعد حملات تفتيشية نفذتها قوات حكومية لضبط السلاح، طاولت بعض سائقي الدراجات النارية من حرس الحدود، إضافة إلى متفلتين أثاروا فوضى بالمدينة. إلى ذلك، اتهم وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم حسين، دولة جنوب السودان بالتمادي في ايواء ودعم الحركات المتمردة المناهضة للخرطوم، إضافة إلى المتمردين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق. وأقر بوجود ثغرات في العلاقة مع جوبا. وقال حسين أمام البرلمان إن الاتفاقات الموقعة مع جنوب السودان لم تُنفَذ، بخاصة في ما يتعلق بترسيم الخط الصفري والمنطقة العازلة إلى جانب آليات مراقبة الحدود. وعدد حسين المعوقات التي تواجه الجيش وحصرها في العزوف عن التجنيد والتخلص من العناصر التي فقدت القدرة على العطاء بسبب السن، إلى جانب ارتفاع كلفة التصنيع الحربي محلياً. من جهة أخرى، حذر الاتحاد الأفريقي من التأثير السلبي لاعتقال رئيس حزب الأمة المعارض الصادق المهدي، على عملية الحوار الوطني في السودان، معرباً عن قلقه الشديد إزاء التطورات الأخيرة. وناشدت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي دلاميني زوما، الأطراف السودانية، لعدم تقويض عملية الحوار الوطني على خلفية اعتقال المهدي والدعوات إلى «التراجع عن الحوار» مع الحزب الحاكم. وأشادت زوما بزيارة الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي إلى السودان ولقاءاته مع منظمات المجتمع المدني وحزب المؤتمر الوطني الحاكم. وأشارت إلى أن هذه التفاعلات خلقت فهماً مشتركاً لضمان نجاح الحوار. وأثار مبيكى مع نائب الرئيس السوداني بكري صالح اعتقال الصادق المهدي، بعد رفض السلطات طلبه لقاء الأخير. وقال مبيكي إنه أثار مع صالح توقيف المهدي، باعتباره شخصية سياسية بارزة مشاركة في الحوار، مضيفاً أنه نقل إلى نائب الرئيس ما توصلت إليه لقاءاته «الإيجابية» مع قوى المعارضة. وفي سياق آخر، حذرت الرئاسة السودانية وسائل الاعلام من تناول قضايا الأمن القومي والشؤون العسكرية والعدلية بطريقة «سلبية وهادمة» واعتبرتها «خطوطاً حمراً». وأكدت الرئاسة أن تحذيرها للاعلام يأتي من باب حرصها على أمن الوطن وتماسك قواته المسلحة والنظامية وعلى هيبة الأجهزة العدلية وحمايةً لحقوق افراد المجتمع من الشبهات. وصادرت الأجهزة الأمنية صحيفة «الصيحة» التي يملكها الطيب مصطفى، خال الرئيس عمر البشير وذلك بعد نشرها ملفات فساد مسؤولين في الحكومة.