انتقدت أطراف شيعية في العراق وصف الإدارة الأميركية القيادي في «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس ب «الإرهابي»، واعتبرت أن «الموقف الأميركي من الحشد مزدوج ومتخبط». وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، وصفت نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس ب «الإرهابي»، فيما أعربت وزارة الخارجية العراقية عن رفضها تصريحات المتحدثة الأميركية ووصفتها ب «المتناقضة» مع الواقع. وقالت النائب عن ائتلاف «دولة القانون» عالية نصيف أمس، إن أبو مهدي المهندس «رجل عراقي متطوع ضمن مؤسسة أمنية حكومية رسمية هي الحشد الشعبي، وقد تمكّن من تحقيق انتصارات عظيمة في جبهات القتال. وعندما تتطاول الخارجية الأميركية على رجل عراقي يتمتع بهذا المستوى العالي فلا بد من أن نرد عليها الرد المناسب الذي يوازي احترامنا هذا الرجل. فالدولة التي تحترم أبناء شعبها ورموزها ومجاهديها تكون محترمة من قبل بقية الدول». وأبدت نصيف في بيان استغرابها من «ازدواجية المعايير التي تتعامل من خلالها الخارجية الأميركية من خلال غض النظر عن جرائم بارزاني عندما نصب كميناً للجيش العراقي في مخمور، وعن كل انتهاكاته وتجاوزاته السابقة، مثل قيامه بإدخال داعش وانسحاب البيشمركة من مناطق الإيزيديين وترك الإيزيديات يتعرضن للخطف وانتهاك أعراضهن، فضلاً عن قيامه بإيواء الخارجين على القانون واحتلال المناطق العربية وتحويلها كردية بعد تهجير أهلها الأصليين». كما أعرب «المجلس الأعلى الإسلامي» عن استغرابه الشديد من الاتهامات الأميركية ضد «الحشد الشعبي»، وقال في بيان: «نستغرب بشدة الاتهامات الجزافية المسيئة للحشد الشعبي وقادته من عدد من المسؤولين الأميركيين»، مؤكداً أن «الحشد الشعبي مؤسسة وطنية مرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة، وقد لبى نداء المرجعية العليا وقدم الشهداء من أجل حفظ وحدة العراق وسيادته وأبنائه». وأضاف أن «مثل هذه التصريحات تضع أميركا طرفاً في الأزمة الداخلية لتغيير موازين القوى بما يمس وحدة العراق واستقراره ويخدم الجماعات التكفيرية المتطرفة والانفصالية». وأشار إلى أن «العراق يسعى لتأكيد دوره كعامل أمن واستقرار للمنطقة كاملة بعد ما حققه من انتصارات عظيمة». يذكر أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أخيراً في تصريحات صحافية، أنه يجب أن تعود الفصائل الإيرانية الموجودة في العراق إلى ديارها مع اقتراب الحرب على داعش من نهايتها. وشن الأمين العام «لعصائب أهل الحق» المنضوية في الحشد، قيس الخزعلي، هجوماً على تيلرسون، وقال في حسابه على موقع تلغرام موجهاً حديثه لتيلرسون: «أنت إما جاهل أو وقح، والعراقيون لا يوافقون على بقائك العسكري في بلدهم»، وأضاف: «الحشد الشعبي ينتمي للنجف الأشرف ولعشائر الجنوب». ويعد المهندس أحد المطلوبين للسلطات القضائية الكويتية والأميركية والشرطة الدولية بعد اتهامه بتفجير السفارتين الأميركية والفرنسية في ثمانينيات القرن الماضي. وفي ذلك الوقت حكم على المهندس وجماعته بالإعدام غير أنه نجح في الفرار من الكويت باستخدام جواز سفر باكستاني متجهاً إلى إيران. ووجهت إليه المخابرات الغربية اتهامات بمحاولة اختطاف إحدى طائرات الخطوط الجوية الكويتية عام 1984، ومحاولة اغتيال أمير الكويت جابر الأحمد الصباح. وكان حزب «الدعوة» تبنى تلك التفجيرات حينها، في محاولة لضرب الدعم الكويتي للعراق في حربه مع إيران خلال حرب الثمانينات.