دعا رئيس إقليم كاتالونيا كارليس بيغديمونت، الذي أقالته السلطات الاسبانية من منصبه، اليوم (السبت) إلى «الاعتراض بشكل ديموقراطي على تطبيق المادة 155» من الدستور الأسباني التي تضع المنطقة تحت وصاية مدريد، رداً على إعلان برلمان كاتالونيا الاستقلال أمس. وقال بيغديمونت في خطاب متلفز: «نحن واثقون بان افضل وسيلة للدفاع عن الانتصارات التي تحققت حتى اليوم هي الاعتراض الديموقراطية على تطبيق المادة 155، من الدستور الاسباني التي لجأت اليها مدريد لاقالة السلطات الكاتالونية». وأضاف في خطابه الذي اختار عباراته بعناية «سنواصل العمل حتى بناء بلد حر». وظهر بيغديمونت محاطاً بعلم كاتالوني وآخر أوروبي. وحملت الصيغة المكتوبة للخطاب التي وزعت تزامنا مع بثه توقيع «كارليس بيغديمونت، رئيس الهيئة الحاكمة (جينيراليتات) لكاتالونيا». واعتبر ان اقالة الحكومة الكاتالونية وحل البرلمان الاقليمي من جانب مدريد أمس «هما قراران يتنافيان وارادة مواطني بلادنا التي تم التعبير عنها في صناديق الاقتراع». وتابع ان سكان كاتالونيا «يعلمون تماماً بانه في مجتمع ديموقراطي، فان البرلمان هو الذي يقيل الرئيس»، لافتا الى ان تفعيل المادة 155 يشكل «اعتداء مخططا له على ارادة الكاتالونيين». وشدد على وجوب الدفاع عن المرحلة الجديدة التي دخلتها كاتالونيا «بروح مدنية وسلمية»، مضيفا ان «ارادتنا هي مواصلة العمل لانجاز تفويضنا الديموقراطي». وفي السياق، رحبت الحكومة الأسبانية اليوم بمشاركة زعيم إقليم كاتالونيا المقال في الانتخابات التي ستجرى بالإقليم في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وقال الناطق باسم الحكومة الإسبانية إنيجو مينديس دي فيجو: «إذا كانت لدى بيغديمونت الرغبة في الاستمرار في المجال السياسي. وهذا حقه. أعتقد أنه يجب أن يستعد للانتخابات المقبلة«. وأضاف «أنا متأكد تماماً من أنه إذا شارك بيغديمونت في هذه الانتخابات فبإمكانه ممارسة هذه المعارضة الديموقراطية«. وأشار الناطق إلى أنه إذا رفض بيغديمونت ترك منصبه، فإن الحكومة سترد على ذلك «بتعقل وحصافة». من جهة أخرى، ارتفعت الهتافات مطالبة ب «السجن بيغديمونت» في صفوف المتظاهرين الذين تجمعوا وسط مدريد تحت علم اسباني عملاق اليوم، معبرين عن غضبهم إثر اعلان الرئيس الانفصالي الاستقلال. وتجمع المتظاهرون المؤيدون لوحدة اسبانيا في ساحة كولون، في حين علت أغاني الفرقة البريطانية «كولدبلاي»، وأغنية الفنان الاسباني مانولو ايسكوبار «اي فيفا اسبانيا«. وعبّر الكثير من المستائين إزاء محاولة انفصال كاتالونيا، عن غضبهم حيال رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي، متهمين إياه بأنه تعامل بليونة مع قادة الاقليم الانفصاليين. وأعلن المدعون العامون الأسبان أنهم سيوجهون تهمة «التمرد» لبيغديمونت، وهي جريمة تصل عقوبتها الى السجن لمدة 30 عاما. ورفعت لافتة، قرب ساحة التظاهر على مقر جماعة «هوغار سوشال» من اليمين القومي المعروفة بكراهيتها للأجانب، كتب عليها «اسبانيا لا تستسلم«. ووقف المواطنون على نوافذ المباني وهتفوا بصوت عال، فيما سار العشرات وبعض عناصر حزب «ناشونال ديموكراسي» اليميني المتطرف، في مسيرة أحاطت بها الشرطة، رافعين علم الفيلق الاسباني وهو الجيش الملكي الاسباني.