تعقد الحكومة الإسبانية جلسة طارئة غداً، لبدء عملية تجميد الحكم الذاتي في كاتالونيا، بعدما رفض رئيس الإقليم كارليس بيغديمونت التراجع عن خطط الاستقلال. وكان رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أمهل بيغديمونت حتى صباح أمس للتراجع عن إعلان ملتبس للاستقلال، قام به امام برلمان الإقليم الأسبوع الماضي. وتجاهل بيغديمونت المهلة، ولم يُجب بدقة عن سؤال طرحته الحكومة المركزية، هل أعلن استقلال كاتالونيا أم لم يفعل. كما انه لم يقبل «اعادة النظام الدستوري» كما طلبت مدريد. ووجّه رسالة إلى راخوي ورد فيها: «اذا أصرّت الحكومة على منع الحوار ومتابعة القمع، يمكن برلمان كاتالونيا، إذا اعتبر ذلك مناسباً، أن ينظّم تصويتاً على إعلان رسمي للاستقلال، وهذا ما لم يفعله في 10 تشرين الأول (اكتوبر)» 2017. وأسِف لأن مدريد لا تدرك «حجم المشكلة» و «ترفض الحوار». ورأت الحكومة الإسبانية في رسالة بيغديمونت تهديداً وهددت ب «اتخاذ كل الإجراءات لاستعادة الشرعية والنظام الدستوري في أسرع وقت». وفي خطوة تُعتبر سابقة منذ صوغ إسبانيا دستوراً يعتمد لا مركزية موسّعة لأقاليمها ال17 عام 1978، بعد استعادتها النظام الديموقراطي إثر وفاة الديكتاتور الجنرال فرنشيسكو فرانكو عام 1975، اعلن راخوي إنه سيرأس جلسة استثنائية لمجلس الوزراء غداً، لتفعيل المادة 155 من الدستور، والتي تجمّد الحكم الذاتي لكاتالونيا وتجيز فرض حكم مباشر على الإقليم. ووضعت الحكومة الأمر في إطار «إعادة الشرعية إلى كاتالونيا»، مشيرة إلى «رفض» بيغديمونت الردّ على طلباتها. وقال الماطق باسمها إينييغو مينديس دي فيغو: «ستستخدم الحكومة كل الوسائل المتاحة لاستعادة حكم القانون والدستور في أقرب وقت، واستعادة التعايش السلمي بين المواطنين ووقف الضرر الاقتصادي الناجم من الضبابية السياسية في كاتالونيا». وعلى الحكومة أن تحيل قرار تفعيل المادة 155 على مجلس الشيوخ، للمصادقة عليه بحلول أواخر الشهر الجاري، ما يتيح للانفصاليين وقتاً لإعلان الاستقلال أحادياً. وكانت مصادر حكومية في مدريد تحدثت الأربعاء عن تسوية مشرّفة تتمثل في الدعوة الى انتخابات مبكرة في كاتالونيا، في مقابل «عفو» السلطات عن بيغديمونت والانفصاليين. لكن ناطقاً باسم حزب اليسار الجمهوري في الإقليم شدد على أن ذلك لم يكن مطروحاً على الطاولة، فيما قال مايكل إيسيتا، زعيم الحزب الاشتراكي في كاتالونيا: «مع وجود تهديد بالاستقلال على الطاولة، يصبح الحوار بالغ الصعوبة، لئلا نقول مستحيلاً». وذكّرت صحيفة «لا فانغوراديا» الصادرة في برشلونة بيغديمونت ب «مسؤولية تاريخية» يتحمّلها، وناشدته ان يختار طرح الحكومة المركزية بتنظيم انتخابات مبكرة. وأضافت: «لا معنى للكرامة في انتحار جماعي، خصوصاً إذا قرّره شخص واحد وعانى من آثاره الجميع». وحذرت من ان تجميد الحكم الذاتي في كاتالونيا قد يؤدي الى «مواجهة اهلية». وناقش رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الأزمة المستفحلة مع الزعيم الاشتراكي للمعارضة الإسبانية بيدرو سانشيز، والذي أكد ان «دعم المؤسسات الأوروبية أقوى من أي وقت». وكرّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ان الاتحاد الأوروبي سيوجّه «رسالة وحدة» في شأن أزمة كاتالونيا، فيما أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل عن أملها بالتوصل إلى حلول «على قاعدة الدستور» الإسباني، في إشارة ضمنية إلى مساندتها راخوي.