بدأت السلطات في ميانمار اليوم (السبت) حصاد حقول الأرز في أراض فر منها الروهينغا في شمال ولاية راخين، في خطوة يرجح أن يكون لها تداعيات سلبية بخصوص احتمال عودة أكثر من نصف مليون لاجئ فروا إلى بنغلادش. وأفادت وسائل إعلام رسمية ومسؤول محلي بأن السلطات بدأت حصاد 71 ألف فدان من حقول الأرز في مونغداو، المنطقة التي يشكل الروهينغا غالبية سكانها والتي شهدت أسوأ أعمال عنف. وقال رئيس دائرة الزراعة في مونغداو ثين واي: «بدأنا الحصاد اليوم في ممر قرية ميو ثيو غيي». وأضاف «سنقوم بحصاد المحاصيل في بعض حقول الأرز التابعة للبنغاليين الذين فروا إلى بنغلادش». وذكرت صحيفة «غلوبال نيو لايت اوف ميانمار (ميانمار)» الرسمية انه تم نقل عمال بالحافلات من مناطق اخرى في البلاد للمساعدة في الحصاد. من جهتها، انتقدت المنظمات الحقوقية قيام السلطات بالحصاد، واعتبرته جزءا من جهودها المنهجية لطرد الروهينغا من راخين. وقال مسؤول في منظمة «هيومان رايتس ووتش» فيل روبرتسون: «من الواضح أن المسؤولين الحكوميين الذين يقودون عمليات الحصاد يهتمون بحقول الأرز المهملة هذه أكثر من اهتمامهم بالروهينغا الذين قاموا بزراعتها». وأضاف «كل ذلك يعزز رسالة واحدة إلى اللاجئين الروهينغا في بنغلادش مفادها أن ما هو لكم أصبح حاليا ملكي وعودتكم غير مرحب بها». بدورها، رأت منظمة «فورتيفاي رايتس» في الحصاد تحركا «مشينا» من قبل السلطات التي لديها تاريخ طويل في الاستحواذ على الأراضي، تحديداً تلك التابعة للأقلية العرقية. وتنفي ميانمار تهمة «التطهير العرقي»، وتدافع عن حملتها العسكرية التي تصر على أنها للرد على هجمات شنها مسلحو الروهينغا على مراكز الشرطة في أواخر آب (اغسطس) الماضي، ما أسفر عن سقوط عشرة قتلى على الاقل. لكن وسائل الاعلام ومجموعات حقوق الانسان والاممالمتحدة وثقت شهادات من لاجئي الروهينغا عن فظاعات ارتكبها عناصر الامن في ميانمار بحقهم، تتضمن اتهامات بقتل مدنيين واغتصاب وإحراق منازل. وأعرب خبراء من الاممالمتحدة الجمعة الماضي عن قلقهم «العميق» بعد لقائهم لاجئين في بنغلادش. واوضح رئيس لجنة تقصي الحقائق مرزوقي داروسمان، أن الروايات التي سمعوها «تشير الى نمط منهجي لاعمال أدت الى انتهاكات كبيرة لحقوق الانسان طالت مئات آلاف الاشخاص». وشكلت الزعيمة اونغ سان سو تشي التي تتولى الادارة المدنية للدولة ولا تملك سلطة على المؤسسة العسكرية النافذة لجنة للاشراف على اعادة اللاجئين الى راخين، التي نزح منها عشرات الالاف من ابناء الاقليات الاخرى. وبدأت عملية بناء المنازل لاقليات مثل «مرو»، فيما حضت حكومة سو تشي كبار رجال الاعمال على التبرع لجهود اعادة البناء.