كشفت آثار أقدام تتألف من ثلاث أصابع بطول 57 سنتيمتراً عن وجود ديناصورات ضخمة آكلة اللحوم في جنوب القارة الأفريقية قبل 200 مليون عام، في وقت كانت غالبية الديناصورات المفترسة متوسطة الحجم. وقال باحثون أول من أمس (الخميس)، أن الآثار التي عثروا عليها على ضفة نهر قديم في ليسوتو تدل على بلوغ طول الديناصور الذي أسموه كاينتابوس إمبروخولوهالي تسعة أمتار. ولم يعثر العلماء على حفريات عظمية، لكن آثار الأقدام كشفت الكثير عن الحيوان المنقرض. وخلص العلماء إلى أن الآثار تعود إلى ديناصور «ثيروبود» ضخم، وهو فصيل ثنائي الأرجل عاش على اللحوم وضم في مرحلة متأخرة عمالقة مثل ديناصورات تيرانوسوروس وغيغانوتوسورو. وأتاح فصيل ديناصورات «ثيروبود» في المجال لظهور الطيور. وعاش ديناصور كاينتابوس في مطلع العصر الجوراسي بعد فترة قصيرة من إبادة كبيرة قضت على مفترسات برية زاحفة كبيرة عاشت في العصر الترياسي عندما ظهرت الديناصورات الأولى. وقال عالم الحفريات فابيان نول الباحث في مؤسسة «دينوبوليس» الإسبانية وفي جامعة مانشيستر في بريطانيا: «اكتشافنا يدعم فرضية وصول الثيروبود إلى حجم كبير في وقت مبكر نسبياً في مسار تطورها، لكن ليس قبل الحد الترياسي - الجوراسي في ما يبدو». ولم يعثر من قبل على حفريات لديناصورات آكلة اللحوم بهذا الحجم وفي هذا الوقت المبكر من تاريخ تطور الديناصورات. وعاشت تلك الديناصورات في قارة غوندوانا الضخمة في نصف الكرة الجنوبي القديم. ووجدت آثار حفرية في بولندا تشير إلى وجود ديناصورات ثيروبود بالحجم ذاته في قارة لوراسيا الضخمة القديمة في شمال الكرة الأرضية في الفترة نفسها تقريباً. وقال نول أن ديناصورات ثيروبود من الحجم نفسه لم تظهر في سجلات الحفريات حتى 30 مليون عام لاحقة. ونشر البحث في عدد الأربعاء الماضي من دورية بلوس وان.