تواجه فنزويلا الغارقة في أزمة اقتصادية خانقة، عودة هاجس التخلّف عن الدفع، إذ يتوجب عليها تسديد مبلغ 3.8 بليون قبل نهاية السنة، منه بليون هذا الأسبوع. وتواجه فنزويلا التي تملك احتياطات نفطية كبيرة، تراجع أسعار الخام، وتحمل مجموعة «بتروليوس دو فنزويلا أس آي» التي تملكها الدولة، وحدها عبء تسديد هذه الديون. ووضعت وكالة «أس بي» لتصنيف التقويمات العالمية، سندات مجموعة «بتروليوس دو فنزويلا أس آي» تحت المراقبة السلبية، وأبدت قلقها من العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة في آب (أغسطس) الماضي، التي تمنع شراء سندات فنزويلية جديدة. واعتبر المحللون أن ذلك «أثر على موارد الحكومة». ويجب على فنزويلا أن تدفع مبلغ 1.63 بليون دولار هذا الشهر بين الدين السيادي و «بتروليوس دو فنزويلا أس آي»، و242.5 مليون في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، كما يقول مكتب «أريستيمونو هيريرا واسوسيادوس». وتعتمد فنزويلا بنسبة 96 في المئة على النفط للحصول على العملات الصعبة، فيما لا يلوح في الأفق أي احتمال لتحسن ملموس في الأسعار، ما يسبب المخاوف من التخلف عن الدفع. وتراجع الناتج المحلي بنسبة 36 في المئة في الأعوام الأربعة الأخيرة، بحسب ما أفاد مكتب «ايكواناليتيكا»، الذي قدر العجز الخارجي لفنزويلا ب 12 بليون دولار عام 2018، وهي السنة التي سيبلغ فيها التضخم مستويات لا سابق لها». وأوضح مكتب «ايكواناليتيكا»، أن «قيمة الواردات تراجعت حتى الآن من 70 بليون دولار في 2012 إلى 12.5 بليون هذه السنة». وأكد أن «الحكومة التي تطبق رقابة صارمة على أسعار الصرف، جمدت الشهر الماضي منح القطاع الخاص عملات صعبة، فمنعت بذلك المؤسسات من استيراد البضائع». ويتباهى الرئيس مادورو بحرصه على تسديد الديون، وبدفع 60 بليوناً لدائنيه الدوليين منذ العام 2015، على رغم «الحرب الاقتصادية» التي تشنها، كما يقول، «واشنطن واليمين الفنزويلي». لكن هل سيتمكن دائماً من القيام بذلك، يجيب المحلل في «ايكونوميتريكا» هنكل غارسيا: «يستحيل أن تتمكن فنزويلا من الاستمرار، من دون إعادة هيكلة ديونها، وفي لحظة ما ستضطر إلى فعل ذلك في السنوات المقبلة». إذاك سيتعين عليها التفاوض مع أبرز اثنين من دائنيها، الصين وموسكو الحريصة على استثمار موقع تعدين مهم جداً في جنوب البلاد، تبدو منفتحة على النقاش. لكن، بغض النظر عن المصالح الجيوستراتيجية، لم يبد أي من البلدين مؤشرات ملموسة إلى أنهما يريدان تمويل ال 12 بليون دولار التي تحتاج اليها فنزويلا العام المقبل.