أعلنت قوات التحالف الدولي في العراق أمس، توصل بغداد وأربيل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين القوات الاتحادية و «البيشمركة» في كل الجبهات. وتوقع مصدر حكومي رفيع المستوى أن تشهد الأيام القليلة المقبلة تسليم الأكراد المنافذ الحدودية والمطارات إلى السلطة المركزية، واتخاذ وموقف سياسي ينهي الأزمة. وتلقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، بعد اتصاله ببارزاني، للبحث في تداعيات استفتاء الأكراد على الانفصال الذي أُجري الشهر الماضي. وأفاد المكتب الإعلامي للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة أمس، بأن «القوات العراقية توصلت إلى اتفاق مع البيشمركة على وقف إطلاق النار يشمل كل الجبهات». وأكد مصدر حكومي ل «الحياة» أن «الخبر صحيح، وهو جزء من اتفاق مبدئي لحل الأزمة برمّتها». وتوقع أن «تشهد الأيام المقبلة تسليم الأكراد كل المنافذ الحدودية والمطارات في الإقليم إلى السلطات الاتحادية». وأضاف: «اليوم (أمس) شهد تطوراً كبيراً في مواقف السلطات والقوى الكردية من الأزمة، ما يبشّر بانفراج كامل». وأفاد بيان لمكتب العبادي بأنه «تلقى اتصالاً من تيلرسون، بحثا خلاله في تطور العمليات العسكرية ضد عصابات داعش الإرهابية، وانطلاق عملية تحرير القائم، إضافة إلى انتشار القوات الاتحادية في كركوك وبقية المناطق والأوضاع السياسية والأمنية. وأكد تيلرسون موقف بلاده الداعم وحدة العراق وتفهمها فرض السلطة الاتحادية»، وأشار إلى «أهمية تعاون الإقليم مع المركز والبدء بحوار في إطار الدستور العراقي». وتابع: «من جانبه، أكد العبادي أن الأولوية ما زالت للمعركة ضد داعش، واليوم انطلقت عملية تحرير القائم، ونحن عازمون على القضاء على التنظيم وحسم المعركة قريباً». وأفاد البيان بأن «العبادي أبلغ تيلرسون بأن الحكومة مصممة على تطبيق القانون والدستور في كل المناطق، وعلى إقليم كردستان تسليم المنافذ الحدودية والمطارات إلى السلطة الاتحادية»، وأكد أن «إعادة الانتشار وفرض السلطة الاتحادية إجراء قانوني ودستوري، ونحن حريصون على أمن المواطنين في تلك المناطق». وجاء على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية أن تيلرسون طلب من العبادي القبول بمبادرة حكومة إقليم كردستان والبدء بالحوار على أساس مبادئ الدستور العراقي». وجاء اتصال تيلرسون بالعبادي بعد مكالمة مماثلة أجراها مع بارزاني أبدى خلالها استعداد واشنطن ل «مساعدة أربيل وبغداد في الحوار». وأوضح أن «أميركا صديقة للعراق وصديقة لكردستان على حد سواء»، وحض القوات الاتحادية و «البيشمركة» على «وقف المعارك». وفي أول رد فعل على اتفاق وقف النار، نقلت وكالة «الأناضول» التركية عن وزير الخارجية مولود جاويش أن أنقرة «معنية باتفاق وقف النار الذي جرى بين القوات العراقية الاتحادية والبيشمركة. وسنرى لاحقاً ما اتُفق عليه وما النتائج التي ستتمخض عنه، فنحن معنيون بالطرف الذي سيكون على الجهة المقابلة من الحدود». وقال النائب محمد الصيهود، من «ائتلاف دولة القانون» ل «الحياة»، إن «الدعوة إلى الحوار مع الأكراد يجب أن تقترن بإعلان إلغاء نتائج الاستفتاء، وليس تجميدها، لأن التلاعب بالألفاظ أمر خطير، ولا نريد حواراً موقتاً تنتهي نتائجه مع انتهاء فترة التجميد»، وأضاف ن «المشكلة الأكبر اليوم هي مع من يجب أن تتحاور بغداد، إذ إن سلطة بارازاني أصبحت غير شرعية ولا تمثل الإقليم، خصوصاً أن أحزاباً كردية كثيرة تحاول إزاحته من منصبه غير الدستوري». وشدّد على ضرورة «إنهاء الأزمة الداخلية في الإقليم أولاً، ثم إيجاد سلطة شرعية لتفاوض الحكومة الاتحادية». وكانت بعض وسائل الإعلام المحلية توقعت تنحّي بارزاني خلال جلسة يعقدها برلمان الإقليم قبل نهاية الشهر الجاري، ونقل صلاحياته إلى رئيس الحكومة نيجرفان بارزاني. وأعلن بيستون فائق، وهو عضو برلمان الإقليم عن «حركة التغيير»، أن «الجلسة الرابعة لبرلمان كردستان ستعقد غداً (اليوم)، لكن جدول أعمالها لم يُنشَر»، مشيراً إلى أن «مشاركة الحركة في الجلسة جاءت لأنها متعلقة بموضوع نقل صلاحيات رئاسة الإقليم».