زار وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف، أمس البرلمان البريطاني، والتقى خلال الزيارة باللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية، إذ جرى تناول القضايا الإقليمية والدولية ومستجداتها، وسبل تعزيز العلاقات التاريخية المميزة بين المملكة والمملكة المتحدة. من جهة أخرى، أكّد الجبير أن المملكة العربية السعودية «تؤيد موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال إيران»، معتبراً أن الاتفاق النووي يحتوي على أوجه قصور عدة. وقال في جلسة نقاش نظمها المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية (تشاتم هاوس Chatham House) حول «الاضطرابات المستقبلية في العالم»، إن «سياسة طهران الداعمة للإرهاب ليست مقبولة على الإطلاق، وستكون عواقبها وخيمة، وإن العقوبات الجديدة ستكون محل ترحيب»، مشدداً على أنه «يتعين على المجتمع الدولي دعم هذه العقوبات من أجل توجيه رسالة قوية لإيران بأن سلوكها وأنشطتها المشينة لها عواقب». وفي الشأن العراقي قال الجبير: «إن العلاقات بين المملكة والعراق تاريخية، ويجمع البلدين روابط اجتماعية واقتصادية وجغرافية»، معتبراً أن تأسيس مجلس التنسيق السعودي - العراقي خطوة ستسهم في تعزيز العلاقات الثنائية، ودعم أمن واستقرار العراق والمنطقة. وأضاف: «اهتمام المملكة بالعراق هو انعكاس لرغبتها في النهوض بالعراق مجدداً بعيداً عن الصراعات العرقية والمذهبية، من أجل عراق موحد ومستقر وآمن، وذلك عكس ما تسعى إليه إيران، إذ تحاول السيطرة على العراق، امتداداً لمخططاتها التوسعية». وفي سؤال عن مستجدات أزمة قطر وعدم التزام الدوحة بتنفيذ مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، قال: «الأمر عائد إلى قطر، ونحن نرفض الإرهاب والتطرف وإيواء المطلوبين، ونرفض نشر خطابات التحريض والكراهية، والتدخل في شؤون الدول الأخرى، ولا نقبل أن يتم تبرير التفجيرات الانتحارية عبر وسائل الإعلام من شخصيات دينية متطرفة تحتضنها قطر». وأضاف: «مقاطعة قطر نتج منها توقيع الدوحة لمذكرة تفاهم مع الولاياتالمتحدة الأميركية لمكافحة تمويل الإرهاب، كما سمحت السلطات القطرية لمسؤولين من وزارة الخزانة الأميركية بالعمل في البنوك القطرية، إضافة إلى إجراء قطر تعديلات على أنظمتها المتعلقة بمكافحة الإرهاب»، لافتاً إلى أن هذه الخطوات كانت مرفوضة لدى السلطات القطرية قبل المقاطعة. حضر جلسة النقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش، وعدد من السفراء المعتمدين لدى المملكة المتحدة وشخصيات دبلوماسية وسياسية وأكاديميين.