تُوفي أمس الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الإمام الشيخ صالح بن غانم السدلان، وأديت صلاة الميت على جثمانه، بعد عصر الثلثاء في مسجد الجوهرة في حي التعاون بالرياض. والشيخ السدلان من كبار علماء السعودية وعمل فترة طويلة في هيئة كبار العلماء ولجنة الإفتاء وتصدى للفتيا والدروس العلمية بلا توقف منذ عقود على التلفزيون السعودي وفي منابر وكراسي الدرس الشرعي، وكان يعمل بلا توقف في سبيل هذا الميدان الذي برع فيه وبرز بين نخبة علماء السعودية الكبار، قبل أن يدخل العناية المركّزة بقسم عناية القلب في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني، إثر أزمة صحية ألمّت به. وُلد الشيخ صالح بن غانم بن عبدالله بن سليمان بن علي السدلان؛ عام 1359 ه، وفي عام 1386 ه، حصل على بكالوريوس الشريعة من كلية الشريعة بجامعة الإمام، وفي عام 1391 ه حصل على الماجستير في الفقه المقارن في موضوع «الإيضاح في شروط النكاح»، وحصل على الدكتوراه من قسم الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء بالرياض في موضوع «النية وأثرها في الأحكام الشرعية» عام 1403 ه. وكان ظهر له مقطع فيديو قديم، استعاد الناشطون نشره على مواقع التواصل، وهو ينثني على أحد شيوخه ممن تتلمذ على يديه بينما يصارع الموت، يذكره ببعض فضله ودوره في خدمة العلم والدعوة، قبل أن يستعيد المغردون في تويتر جزءاً من جهود الشيخ السدلان هو الآخر عبر هاشتاق «#الشيخ_صالح_السدلان» منذ إعلان وفاته، بقي ناشطاً لأيام وزاخراً بجهود الشيخ وفضله في ميدان العلم الشرعي. لم يرحل الشيخ السدلان وحيداً أمس، إذ رحل في اليوم نفسه ودفن في الساعة نفسه، صديقه الذي يناظره في مكاتب كلية الشريعة وأستاذ الفقه بجامعة الإمام الشيخ سليمان العيسى. وقال عبدالرحمن البليهد عبر هاشتاغ على تويتر: «شيخان جليلان صديقان، متقابلان في المكاتب في قسم الفقه الشيخ سليمان العيسى، والشيخ صالح بن غانم السدلان، رحمهما الله، ماتا وسيدفنان في يوم واحد. كم في الأمة من فقهاء رحلوا بصمت من دون علم الناس بهم، ويعلمهم الله». وتابع: «تنتابني غصة وتساورني وحشة إذا سمعت بموت عالم وفقيه من فقهاء الشريعة، فإن حاجة الناس إلى الفقهاء ملحِّة، ويكفي أن بهم يُعرف الحلال من الحرام. موت الفقهاء ثلمة ونقص في الأمة، كم من جاهل علموه، وطالب أفادوه، وعلم نشروه، اللهم أكثر الفقهاء في الأمة، وارحم من مات منهم وأكتب ما قدموا».