مثل ستة صحافيين أتراك أمام محكمة في اسطنبول أمس، في اتهامات مرتبطة بالإرهاب بعد نشرهم تقارير عن رسائل إلكترونية مزعومة تمسّ وزير الطاقة التركي بيرات البيرق، صهر الرئيس رجب طيب أردوغان. ويُتهم هؤلاء بنشر دعاية لجماعات إرهابية وبجرائم أخرى مرتبطة بالإرهاب، بعد تقاريرهم عن البيرق والتي استندت إلى رسائل إلكترونية سرقها قراصنة من الحساب البريدي الشخصي للوزير، ونشرها موقع «ويكيليكس»، علماً أن الحكومة لم تؤكد صحّتها. وأصرّت دريا أوكاتان، مديرة تحرير وكالة «إيتكين» للأنباء، على أنها وزملاءها تصرّفوا في المصلحة العامة، واتهمت الحكومة بمحاولة إخفاء ممارسات «غير شرعية وغير قانونية وتتعارض مع مصالح الشعب». وثلاثة من المتهمين محتجزون منذ أكثر من 10 أشهر، فيما أُفرِج عن أوكاتان واثنين آخرين من السجن مطلع العام، في انتظار نتائج المحاكمة. الى ذلك، أعلن رئيس بلدية أنقرة مليح غوكجك أنه سيستقيل من منصبه مطلع الأسبوع المقبل، ليصبح خامس رئيس بلدية من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم يستقيل في الأسابيع الأخيرة، بعد ضغوط يمارسها أردوغان الذي يسعى الى «تجديد دماء» الحزب قبل انتخابات العام المقبل، إذ شكا من «وهن» أصابه. وغوكجك (68 سنة) الذي يتولّى رئاسة بلدية العاصمة منذ عام 1994، كان واحداً من ثلاثة رؤساء بلديات حاولوا مقاومة ضغوط أردوغان. لكن 4 رؤساء بلديات استقالوا في الأسابيع الماضية، بينهم رئيس بلدية إسطنبول قدير طوب باش ورئيس بلدية بورصة رجب التبه، في انتظار خطوة مشابهة من رئيس بلدية باليكشير أديب أوغور. وكتب غوكجك على موقع «تويتر» بعد لقائه أردوغان في قصر الرئاسة: «بإذن الله سأجمع المجلس الأعلى لبلدية المدينة السبت وأقول وداعاً للأصدقاء وأقدّم استقالتي». أتى ذلك بعدما قال أردوغان الأسبوع الماضي: «قدّم ثلاثة رؤساء بلديات من حزبنا استقالاتهم حتى الآن، وهناك ثلاثة آخرون (سيستقيلون). أعتقد بأنهم سيقدّمون استقالاتهم في أقرب وقت». وحذر من أن الحزب سيتخذ تدابير في حق رؤساء البلديات الذين يرفضون التنحي. على صعيد آخر، حذّر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليونان من أن تصبح «ملاذاً آمناً» لمدبري محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي، مشيراً إلى أن 995 شخصاً قدّموا طلبات لجوء منذ المحاولة الفاشلة. وشدد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس على وجوب تقويم طالبي اللجوء، لتحديد المرتبطين منهم بجماعة الداعية المعارض فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية. اما كوتزياس فذكّر بأن القضاء اليوناني اتخذ القرار في شأن طالبي اللجوء، داعياً الى احترامه. في السياق ذاته، فتحت الحكومة التركية تحقيقاً في شأن لافتة رفعها مشجعون لنادي غلطة سراي لكرة القدم، قبل انطلاق مباراته ضد منافسه فنربخشه الأحد، وعليها شخصية «روكي» التي أدّاها الممثل سلفستر ستالون، مع تعليق ورد فيه «انهض» و «إنهم يبدون كباراً لأنك راكع». وربطت وسائل إعلام موالية للحكومة اللافتة والتعليق المدوّن عليها بخطاب أدلى به غولن، وتلا خلاله جزءاً من قصيدة تنتهي بكلمات «انهض يا سكاريا»، في إشارة الى إقليم في شمال غربي تركيا. لكن غلطة سراي اعتبر الاتهامات «محاولة مثيرة للشفقة» للإساءة اليه، مشيراً الى أن اللافتة ذاتها رُفعت خلال مباراة في أيار (مايو) الماضي. ولوّح بمقاضاة «كل مَن يحاول وضع اسم غلطة سراي إلى جانب اسم زعيم تلك المنظمة الإرهابية الشائنة الذي تلطخت يداه بالدماء، مستغلين التصميم (على اللافتة) ذريعة لذلك».