دان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ما ارتكبه كاهن أميركي بإحراق القرآن الكريم، محملاً الإدارة الأميركية «مسؤولية هذه الجريمة التي وقعت على أراضيها ضد الإسلام والمسلمين في العالم، لأنها تشكك في صدقية الولاياتالمتحدة في دعوتها إلى الحوار بين شعوب العالم» وأكد في الوقت نفسه إدانته «أي عمل أو رد فعل أو أي عمل من أعمال العنف يمس المسيحيين أو الشعب الأميركي بأي إساءة أو ضرر». وكان المفتي قباني خصص خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الأمين في قلب بيروت، للحديث عما ارتكبه القس واين ساب بإقدامه على إحراق نسخة من الكتاب الكريم أمام 30 شخصاً في ولاية فلوريدا. وشارك في صلاة الجمعة الرئيس فؤاد السنيورة، النائب عمار الحوري، والأمين العام ل «تيار المستقبل» احمد الحريري وشخصيات. وتوقف قباني عند «عداء الغرب للإسلام منذ استولى على الشرق لقرون عدة، واحتل بلاد العرب والمسلمين، وسيطر على مقاليد الأمور فيها، ونهب ثرواتها»، وقال: «أدرك الغرب أن الإسلام هو سر قوة المسلمين الحقيقية، وسر تقدمهم، لذلك يغذي الصراعات الداخلية والخارجية في بلاد الشرق، كما في فلسطين والسودان والعراق، والصومال وأفغانستان وكشمير، وفي حين يصر الغرب على الاستفتاء لانفصال جنوب السودان عن شماله، تراه يصم أذنيه، ويغمض عينيه عن إجراء الاستفتاء الذي قررته الأممالمتحدة في كشمير المسلمة منذ أكثر من نصف قرن وشعبها يموت مرات كل يوم، كي لا ينهض هذا الشرق بثقافته وحضارته الراقية والرائعة». واعتبر قباني أن القس ساب «من الجهة الصهيونية نفسها التي تهدف إلى ضرب علاقة العرب والمسلمين والمسيحيين والشعب الأميركي الذي آن له أن يدرك سر هذه السياسة الصهيونية الماكرة»، مؤكداً أن «الشعب الأميركي بريء من جريمة ساب، وليس مسؤولاً عن تساهل إدارة بلاده في الضرب على يد من يثيرون الكراهية بين الولاياتالمتحدة وبين الشعوب العربية والإسلامية». وذكر بأن «جميع المسيحيين دانوا هذه الجريمة الشنعاء وتبرأوا منها». وطالب الرئيس باراك اوباما ومعه كل المؤسسات الأميركية الدستورية ب «الاعتذار من مسلمي العالم عن هذا العدوان على المسلمين ودينهم ومعتقداتهم وكتابهم، والتبرؤ من هذه الجريمة التاريخية التي وقعت على أرض الولاياتالمتحدة، والقيام بعمل سريع، يظهر احترام الولاياتالمتحدة للإسلام ولمسلمي العالم». ثم زار قباني والسنيورة وحوري ضريح الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري وتلوا الفاتحة على روحه. أما نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان فرأى في خطبة الجمعة «أن ما يحاك للأمة خطير جداً»، واعتبر «أن تحدي القرآن جريمة نكراء، والقس ساب تحدى كلام الله»، مطالباً «الفاتيكان وكل الكنائس المسيحية بأن تضع حداً له ولكل الانتهازيين الذين يعملون للفرقة والشقاق والفتنة والبغضاء»، قائلاً: «نحن لا نعتدي على احد ونريد أن يكون الجميع بخير وأمان».