يحل المنتخب المصري لكرة القدم ضيفاً على نظيره الجنوب أفريقي اليوم (السبت) في مواجهة مصيرية ضمن الجولة الثالثة للمجموعة السابعة بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة بغينيا الاستوائية والغابون 2012. ويتصدر منتخب جنوب أفريقيا الشهير ب "الأولاد" المجموعة برصيد 4 نقاط، فيما يتذيلها بطل أفريقيا 3 مرات على التوالي بنقطة وحيدة من التعادل مع سيراليون والخسارة أمام النيجر ويواجه منتخب "الفراعنة" للمرة الأولى في تاريخه خطر عدم بلوغ البطولة. إلا أن ما يبعث التفاؤل في نفوس المصريين هو إقامة لقاء اليوم على ملعب (أليس بارك) الذي شهد الفوز التاريخي لمصر على بطل العالم السابق إيطاليا في بطولة القارات الأخيرة. ولخطورة المواجهة التي قد تعني نهاية أبرز جيل في تاريخ الكرة المصرية، استدعى المدير الفني لمنتخب مصر حسن شحاتة أبرز عناصر الخبرة باستثناء 3 لاعبين بداعي الإصابة وهم عمرو زكي وعماد متعب وأحمد عيد عبد الملك، إذ يعول شحاتة على خبرات عصام الحضري ومحمد أبو تريكة ووائل جمعة وسيد معوض وأحمد فتحي وأحمد المحمدي وحسام غالي وحسني عبد ربه ومحمد شوقي و"شيكابالا" ومحمد زيدان و"جدو". ويعاني المنتخب المصري من تراجع المستوى الفني لمعظم عناصره لتوقف مسابقة الدوري المصري منذ اندلاع ثورة 25 يناير، إذ تعتمد تشكيلته على اللاعبين المحليين باستثناء 4 محترفين بالخارج هم محمد زيدان مهاجم "بروسيا دورتموند" الألماني، وأحمد المحمدي "ساندرلاند" الإنكليزي، وأحمد علي مهاجم "الهلال" السعودي، وعصام الحضري حارس مرمى "المريخ" السوداني. وأصيب شحاتة بالرعب بعد سقوط الزمالك أمام الأفريقي التونسي 2-4 في دوري أبطال أفريقيا والأداء غير المقنع للاهلي أمام سوبر سبورت الجنوب أفريقي على رغم فوزه بهدفين نظيفين لاعتماد تشكيلته على لاعبي الفريقين. وعلى رغم الظروف السيئة التي تحاصر "الفراعنة"، أعرب المدير الفني للمنتخب المصري حسن شحاتة عن تفاؤله بتحقيق نتيجة جيدة أمام جنوب أفريقيا، وأكد أن هناك إصراراً على تجاوز المهمة بنجاح. مضيفاً: "المباراة صعبة للغاية، استعداداتنا غير كافية، لكننا عازمون على رسم البسمة على شفاه جماهيرنا خصوصاً في هذه الأيام الجميلة التي نعيشها". وشدد شحاتة على أن جميع اللاعبين يتحلون بالروح العالية والإصرار لرفع اسم مصر وإسعاد جماهيرها. وتابع: "هناك اتفاق بين الجميع على تحقيق نتيجة جيدة تضاعف آمالنا في التأهل لكأس الأمم الافريقية 2012". من جهته، شدد رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر على أهمية مباراة اليوم، مؤكداً أنها ستحدد مصيره هو وحسن شحاتة وجهازه الفني. وأضاف زاهر: "اللاعبون مدركون تماماً للمسؤولية الملقاة على عاتقهم ومصرون على الفوز، والعلاقة بيني وبين الجهاز الفني لم ولن تتغير، ولكن نتيجة للشد العصبي في الفترة الأخيرة ظهرت العديد من الإشاعات وتحدثت معهم لتوضيح كل محاولات الوقيعة". وفي سياق متصل، كشف رئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون المصري سامى الشريف أن مباراة مصر وجنوب افريقيا ستذاع ارضياً وفضائياً على شاشات التلفزيون المصري في الثامنة وخمس دقائق بتوقيت القاهرة بعد احتواء أزمة عدم بث اللقاء. في المقابل، يحاول منتخب جنوب أفريقيا تحقيق أرقام قياسية على حساب ضيفه المصري، إذ أشار تقرير ل "مجلة كيك اوف" إلى أنه إذا سجل كاتيلجو في شباك المنتخب المصري سيكون الثالث من بين الهدافين الكبار في تاريخ البلاد إذ يملك حالياً 18 هدفاً دولياً. وسيكون ستيف بينار وتشابلالا وكاتيلجو الوحيدين الباقيين من منتخب "الأولاد" الذي واجه المنتخب المصري في لندن عام 2006 وانتهى لمصلحة الأخير بهدف نظيف. ويعد ستيف بينار وتشابلالا هم الأكثر خبرة في صفوف المنتخب الجنوب الإفريقي برصيد 57 مباراة دولية لكل منهما. ولم يتقابل المنتخبان في أي مباراة مؤهلة لبطولة الأمم الأفريقية من قبل إلا أنهما تقابلا في مناسبتين في البطولة ذاتها عام 2006 حين فاز "الفراعنة" بهدف نظيف، وفي نهائي 1998 فاز المنتخب المصري بهدفين نظيفين. فيما أشاد المدير الفني لمنتخب جنوب أفريقيا بيتسو موسيماني بأداء منتخب مصر في مباراتيه الماضيتين أمام سيراليون والنيجر في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2012. وقال موسيماني لمجلة "كيك أوف": "قدم المنتخب المصري أداءً قويًا أمام سيراليون، وفعل لاعبوه كل شيء في الكرة، ولكن تصدى القائم لفرصتين، إضافة إلى تألق الحارس السيراليوني حرمهما من تحقيق الفوز". واستهل "الفراعنة" مشوارهم في التصفيات بتعادل مخيب مع سيراليون 1-1 في سبتمبر الماضي على إستاد القاهرة، وأحرز محمود فتح الله هدف مصر في هذا اللقاء. وقيم مدرب الأولاد أداء مصر أمام النيجر قائلاً: "سيطر الفريق المصري على مجريات اللعب أمام النيجر، ولكنه تلقى خسارة مؤلمة بهدف نظيف من هجمة مرتدة لأصحاب الأرض". واختتم موسيماني تصريحاته: "إنها مفارقات كرة القدم، ففي بعض الأحيان تلعب جيدًا ولكنك تخسر، وهو ما حدث لمنتخب مصر، وأحياناً أخرى تفوز بأداء فني متواضع". الجزائر - المغرب وفي عنابة، تتجه الأنظار غداً (الأحد) إلى ملعب 19 مايو 1956 الذي يحتضن «الدربي» المغاربي الساخن بين الجزائر والمغرب في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2012. وستبلغ الإثارة ذروتها على ملعب عنابة بالنظر إلى المنافسة القوية بين المنتخبين وبحث كل منهما عن النقاط الثلاث لتعزيز حظوظه في بلوغ النهائيات، خصوصاً المنتخب الجزائري الذي يقبع في المركز الأخير برصيد نقطة واحدة فيما يطمح المغرب إلى تعزيز موقعه في الصدارة التي يتقاسمها مع جمهورية أفريقيا الوسطى برصيد 4 نقاط. وتكتسي المباراة أهمية كبيرة بالنسبة إلى المنتخبين الجارين وستشهد تعبئة أمنية كبيرة لتفادي أعمال شغب قد تفسد الأجواء التنافسية للمباراة.