زوبعة في فنجان، هكذا وصفها بعضهم عندما بدأت موجة صغيرة من قلب تونس، لكنها سرعان ما انقلبت وقلبت معها نظام الحكم هناك، وبلفتة سريعة أصابت دولة مصر في أول تحرك لها لتغيّر وجه مصر التاريخي. الموجة واصلت علوها لتطاول ليبيا وتغير مواقع حجر الشطرنج هناك. في هذه التغيرات التي تمر بها الدول العربية، نصل إلى المحطة الفلسطينية. ألم يحن الوقت فعلاً ليتحرك الشعب الفلسطيني ويقول كلمته الفصل لإنهاء هذه الحالة المخجلة التي جلبت لنا الخزي والمساوئ على طول السنوات الماضية. إن المتغيرات على الساحة العربية تفرض علينا كشباب فلسطيني أن نتحرك لنقول لا للانقسام، وكفى لهذه الحالة المتجمدة. ولعل غياب النظام المصري وورقة المصالحة المصرية من أهم الدوافع للتحرك الشعبي في الضفة الغربية وقطاع غزة لإزاحة هذه الصورة الضبابية المأسوية التي ألصقت بالشعب الفلسطيني. آن الأوان ليتحرك السياسيون أيضاً ويحددوا مواقفهم واتجاهاتهم حيال هذه المتغيرات التي تفرض نفسها على الساحة الفلسطينية. وعلى رغم سعادتي بهذه التحركات الشبابية، الا أنني كفلسطيني لا أعفي أصحاب القرار ومؤسسات المجتمع المدني من مسؤولياتهم تجاه هذه القضية ومؤازرة هذه التحركات الشبابية.