على رغم قدم العلاقة بين الرجل والمرأة وارتباطهما بمؤسسة الزواج، إلا أن سنوات العمر قلما تمر من دون مناكفات أو منغصات تطبع حياة الشريكين، ليتحول كثير منها إلى طرائف تدعو إلى التعجب أحياناً، خصوصاً بعد الأثر الكبير الذي تتركه التقنية الحديثة في نفوس الناس، والاستخدام اليومي المتكرر لها كالهاتف الخليوي، ومحاولة التواصل من خلاله في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ بين الشريكين. ويحوي الهاتف الخليوي لأحد الزوجين اسماً مستعاراً أو لقباً لشريكه يحمل أحد صفاته أو طباعه. تقول أم زاهر: «احتفظ باسم آخر لزوجي في هاتفي وهو «المتأخر» لأنه يتأخر دائماً عن الحضور للمنزل، وبطيء الحركة في حياته اليومية، وطبعاً هو لا يعلم بذلك، ولا أحبذ أن يرى لقبه هذا في جوالي». في حين ترى أم عبدالرزاق أن لقب زوجها في الهاتف لا يشكل لها مسألة نفسية أو سراً خاصاً، «أنا حفظت رقمه باسم أبو عبدالرزاق، ولا شيء يجعلني أفكر في غيره». فيما تعترف أم مازن بأن اسم زوجها هو «الغائب» لأنه كثير السفر بحكم عمله، وهو خلال الأسبوع يسافر مرةً أو مرتين»، مشيرة إلى أن زوجها على علم باللقب الذي اختارته له، ولم يستدع ذلك غضبه. ويبدو أن الأزواج لهم حس فكاهي أكثر بالنسبة لألقاب زوجاتهم، إذ يحفظ أبو خالد رقم زوجته في هاتفه بلقب «المقاضي»، «لأنها كثيرة الطلبات، وكل رسائلها طلبات وأغراض المنزل، طبعاً هي لا تعرف لقبها، ولا يمكن أن أدعها تراه». ويلقب أبو محمد زوجته ب«أم المؤمنين»، ويعلل ذلك «لأنني احترمها، وأقدر لها صبرها، لذلك لا أجد حرجاً من تلقيبها بهذا اللقب، وهي على علم به». ولم يخف أبو بدر تخزين اسم زوجته باسمها الصريح في جواله، ويقول: «لم أفكر في إطلاق اسم عليها، غير اسمها الحقيقي وهذا الموضوع أساساً لم يخطر في بالي نهائياً». ويعبر أبو توفيق عن حال كثير من السعوديين الذين لا يفضلون فكرة حفظ رقم الزوجة باسمها الصريح، بسبب الخجل الاجتماعي، ويقول: «أحفظ اسم زوجتي في هاتفي الجوال باسم «أم العيال» وهي تعرف ذلك»، مضيفاً : «هناك خجل عند البعض من كتابة اسم الزوجة الصريح أو حتى أسماء أخواته، أو بناته في الجوال، ووضع رموز معينة، أو أسماء رجال خشية أن يضيع جهاز الخليوي ويستغل ذلك ضعاف النفوس ويبدؤون في إزعاجهن».