على رغم أن الخبر مضحك ومحزن ويثير الاستفزاز لدى المحبين والمحبات للبحث والتقصي «عن سبب وجوده أصلاً في حياتنا»، وعن الحكايات المألوفة التي يتندر بها بعض إخواننا الذكور في كل مكان وأحياناً بلا مناسبة أيضاً! فالسيدة التي طلبت الطلاق من زوجها بعدما اكتشفت أن اسمها على جواله الخاص «غوانتانامو» ما غيره، وهو المكان الكريه الذي نسقطه أحياناً من الذاكرة لبشاعته وبسبب شعورنا بمن يقطن داخله منذ سنوات بلا محاكمة. بالطبع لو بحثنا عن أسماء الزوجات في هواتف أزواجهن فسنرى عجباً، بدءاً من الذي سمّى زوجته «سعيد الهندي» إلى «شوكة في الحلق» إلى غلطة عمري «الجنائية» وغيرها من أسماء مثيرة للاستغراب حقاً، ولا أعلم لو تمكنت الزوجات من معاملة أزواجهن بالمثل فماذا سيطلقن عليهم «كتمة»، «أبو لسان طويل» أو «المعتوه»، أم ستكتفي بالإشارة إلى أنه «غلطة» العمر الوحيدة فقط! هذا لو أتيحت الفرصة وهي بالطبع «خاصية أو مطلب غير متوافر إلا نادراً»، لأن جوالات معظم النساء متاحة في أي وقت من الأوقات لاعتداء غاشم سواء بالتكسير أو بالتفتيش أو بمسح الذاكرة من دون أسباب واضحة ولا منطقية في كثير من الأحيان. بعد قراءتي الخبر قمت بعمل بحث ميداني سريع موسّع على عينة عشوائية من الزميلات والزملاء، فكانت النتيجة أن معظم النساء يلقبن أزواجهن «حبي الأول»، «حبيب قلبي»، ومعظمها كلمات تدل على المودة والحب، بينما لم تختلف كثيراً مسميات الزملاء عما ورد في الخبر. وإن كنت اكتشفت أن واحداً منهم سمى زوجته «الشرشورة» و«حظي النحس» و«الهمجية»، وأن واحداً فقط سماها «أم العيال»، والبقية يبدو أنهم متفقون على «وزارة الداخلية»، أما الخاطبون فوجدت أسماء جديدة ومفرحة «حبيبي دائماً» مع موسيقى حالمة تدل على أن الخطيبة تتصل، وبالطبع لا يسلم مستقبل المكالمة من التعليقات اللاذعة التي يُقْسم أصحابها أن كل شيء سيتغير بعد الزواج، وستتحول النغمة المصاحبة إلى صوت ديك أو موسيقى عسكرية في القريب العاجل. في رأيي المتواضع يحق للزوجة الأولى «صاحبة لقب غوانتانامو أن تغضب» ولا أتفق مع المعلقين على الخبر بأن زوجها كان «يتغشمر»، أو أنها لا يحق لها أن تغضب لأن السبب تافه! الغريب أن أكثر المعلقين على الخبر والمبحوثين أضافوا سبباً آخر غير «تخفيف الظل»، وهو الخوف من اكتشاف اسمها الحقيقي لو فُقد الجوال لسبب أو لآخر، وهو ما يعيدنا إلى دوامة انعدام الثقة والخجل من اسم الزوجة. في الحقيقة استقبلت الخبر بابتسامة، لأنني اكتشفت أخيراً أن أبنائي وبناتي المتحالفين ضدي يكتبون اسمي في جوالاتهم «بست الكل» وهو ما أسعدني، على رغم أن سعادتي وفرحتي انطفأت عندما اكتشفت أن النغمة المصاحبة لاسمي هي صوت الإسعاف! [email protected]