أيقن 56 شاباً سعودياً بينهم 24 فتاة أن العمل المهني هو الطريق الأمثل للكسب الشريف، والحل لقطع دابر البطالة وتحجيمها، فقرروا التحول إلى احتراف مهنة الطهي، وصنع الأطعمة وتوزيعها داخل مستشفيات محافظة الطائف، بعد أن فتحت صحة المحافظة باب التوطين على مصراعيه، وشجعت الأعمال الخدمية المقدمة للمرضى. وأكد أحد الطهاة في مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي عادل السواط أن العمل المهني يعد من أبرز الأعمال التي يستطيع من خلالها الإنسان شق طريقه، وتوفير حياة كريمة له ولأسرته، لافتاً إلى أنه يمتهن الطهي منذ 14 عاماً وقبل التحاقه بالعمل داخل المستشفى، ومشدداً على أن تشجيع المسؤولين وفتحهم الأبواب أمام الشبان السعوديين للدخول في هذه الأعمال مهم جداً، ويعد بوابةً رئيسة للقضاء على البطالة. ولفت إلى أن العمل الشريف والكسب الحلال ليس عيباً، فالآباء والأجداد كانوا يمارسون المهن كافة من دون خجل أو عيب، لأن العمل يعد من الأمور المهمة في حياة أي مسلم، جازماً في الوقت ذاته أن الأعوام المقبلة ستكون للشبان، «وسنلمح يوماً السعودية لا تحتاج إلى استقدام أي عمالة من الخارج». وأشاد مدير الشؤون الصحية في الطائف الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله كركمان بالشبان العاملين في مهنة الطهي داخل مستشفيات المحافظة، مثمناً التحاقهم بهذه المهنة وممارستهم لها بكل حرفية واقتدار. وقال: «أنا فخور بانخراط بعض الشبان السعوديين في مهن مهمة تخدم المرضى في المستشفيات، وتعد من أهم المهن المساعدة في المستشفيات». وأوضح مدير إدارة التغذية في صحة الطائف على عسيري أن أقسام التغذية في مستشفيات المحافظة مجهزة تجهيزاً جيداً لإعداد وجبات بنحو 12 ألف وجبة في الفترات الثلاث التي تقدم للمرضى والعاملين على مدار الساعة، لافتاً إلى ارتفاعها في بعض الأيام وفق أعداد المنومين والمرافقين، مشيراً إلى وجود اختصاصيين سعوديين من الجنسين يشرفون على الوجبات الصحية المختلفة وجميعهم من الكوادر السعودية المؤهلة. وشدد الناطق الإعلامي لصحة الطائف سعيد الزهراني على أن إدارته تشجع الشبان على الانخراط في الأعمال المماثلة في مستشفيات الطائف كافة، قائلاً: «لقد وصل عدد الطهاة السعوديين ومساعديهم إلى خمسة، يمارسون العمل بأنفسهم، إضافةً إلى 51 سعودياً منهم 24 فتاة يوزعون الطعام على المرضى في المستشفيات المختلفة». وأوضح أن نسبة العاملين السعوديين في مثل هذه الاختصاصات وصل إلى حوالى 20 في المئة، متوقعاً زيادة هذه النسبة تدريجياً خلال الأشهر المقبلة، خصوصاً أن هناك رغبةً ملحةً من الشبان والفتيات السعوديين للعمل في مثل هذه الأعمال المهمة التي تعتبر من الأعمال المساعدة للخدمات الصحية في المستشفيات كافة. يذكر أن صحة الطائف يتبع لها حوالى 12 مستشفى ومن المتوقع أن يسهم توطين الوظائف في مثل هذه المهن في فتح المزيد من مجالات العمل أمام السعوديين، إضافة إلى كسر حاجز «العيب» الذي يستشري لدى الكثير من طبقات المجتمع.