قد يصدف أن تشكو المرأة الحامل من انتفاخات (تورمات) في أماكن معينة من الجسم، خصوصاً في الكاحلين والساقين، وتشاهد تلك الانتفاخات عادة في الأشهر الأخيرة من الحمل، وكلما اقتربت الحامل من موعد الولادة. هناك عوامل تساهم في حدوث الانتفاخات الحملية، مثل نقص عملية رجوع الدم إلى القلب بفعل هرمون البروجسترون، وتأثير الجاذبية الأرضية، وضغط الرحم على الأوردة الكبيرة التي تمر في الحوض. وتميل التورمات الحملية إلى الحدوث في المساء إثر الوقوف المتواصل، ولا تشكل هذه الوذمة خطراً على الحامل، وهي ترحل بعد الولادة من دون أي مضاعفات تذكر. أما إذا تزامن وجود التورمات الحملية مع عوارض أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم ووجود البروتين في البول، والدوخة، والغثيان، فهنا يجب القلق واستشارة الطبيب فوراً لأنها هنا قد تكون علامة من علامات التسمم الحملي الذي يعد حالة مرضية خطيرة جداً، على الأم وعلى جنينها أيضاً، لهذا فإن كل وذمة تظهر لدى الحامل يجب مراقبتها ومتابعتها دورياً من الطبيب. إذا كانت التورمات الحملية خفيفة فإن تطبيق بعض النصائح البسيطة يخفف من وطأتها، مثل التقليل من استهلاك الملح، وتجنب الوقوف المديد، وتحاشي الألبسة الضيقة، وانتعال حذاء مريح، والعمل قدر المستطاع على عدم الخروج من المنزل في الجو الحار، وممارسة الرياضة، خصوصاً السباحة، وتناول أطعمة غنية بالبوتاسيوم، وأخذ ما يكفي من المواد البروتينية، والحد من شرب المنبهات. أما في حال كانت التورمات الحملية شديدة وظهرت على حين غرة فإنه من الضروري استشارة الطبيب على الفور لاتخاذ التدابير المناسبة لدرء الأخطار التي قد تنجم عنها، سواء على الجنين أم على الأم.