مضى أكثر من عقدين على تتويج نيكول بردويل بلقب «ملكة جمال لبنان». لكنها أسوة بغيرها من حاملات التيجان ظلت حبيسة اللقب الجمالي الذي كثيراً ما يخرجها من قرار البعد عن الأضواء، ولو لفترة موقتة، ما يطرح تساؤلاً مهماً حول أسباب غياب الجميلات عن عروشهن بعد أعوام من التربع عليها. بردويل لم تكن أولى المبتعدات عن الأضواء بعد إشعالها بجمالها الأخّاذ، إذ ابتعدت قبلها جورجينا رزق التي لا تزال حبيسة لقب «ملكة جمال الكون»، بعد زواجها من الفنان وليد توفيق، مُؤْثرةً البُعد عن الأضواء، وأصبح الحديث حول هذا الأمر مثار جدل بين الجمهور الذي يسأل بين الحين والآخر عن أسباب الغياب. وفيما كان غياب نيكول بردويل عن الأضواء «قراراً شخصياً»، إلا أنها سمحت ل«الحياة» بالاقتراب منها للسؤال عن السبب، فتقول: «حسناً، ربما أعود بعد أن يلتحق أبنائي بالمدرسة، وليس بالضرورة أن تكون عودتي للمجال الفني، بل لعالم الأعمال، فالأضواء لم تكن تعني لي شيئاً، فهي من سعت إليّ، وانتهزتُ من خلالها أجمل الفرص، وكنت سعيدة بذلك. وربما تكون عودتي من خلال إنتاج برنامج معين، لكنني أميل بحكم تخصصي في العودة لمجال الأعمال، الذي يحمل تحدياً كبيراً ويشعرني بالمتعة، فالأضواء لا تحقق الإشباع المادي الذي يحققه عالم الأعمال الذي أميل له أكثر». ولفتت إلى أن النجم العربي «لا يحظى بالاهتمام الذي يحظى به نظيره الغربي». وحول «التاج» يدور السؤال، تقول نيكول: «وضعني في عالم مختلف، في حدود زمنية قصيرة، ومن خلاله توسّع نطاقي الاجتماعي، وعرفني على شخصيات كثيرة. والمفيد مع مرور الوقت أن علاقتي بالمجتمع أصبحت وطيدة، ولا يزال وجهي معروفاً، وألقى التقدير أينما حللت. لكنني لا أعرف كيف لسيدة حملت التاج أن تكون ذات نفع للفتيات بطريقة حياتها الخاصة، ومن المذهل أن تعكس الملكة صورة المرأة المكافحة». وأضافت: «تأثيري في غيري لست ملمة به، لكنني قمت وقتها بالكثير من الأمور في مجال الجمال ثم الفن. وبعدها درست وأتممت الماجستير، وعملت في الاستثمار العقاري مع شريك لي». وتابعت: «أعتقد أن الفائدة التي جنيتها من الأضواء لم تفقدني ما أخسره، باستثناء الخصوصية التي أظل في حيطة حولها، تجنباً للنقد الذي ربما يأتي لمصلحتي». واعتبرت بردويل في قرار الابتعاد «أهمية تجاه أسرتي، ومن الأساس جاء ابتعادي عن الأضواء والأعمال قبل مرحلة الزواج. كما أنني دخلت المجال الفني من باب الهواية فقط، فهو لا يعنيني كثيراً، والأضواء جاءت لي ولم أسعَ إليها، فأقبلت عليها بفعل تشجيع المقربين لي. كما أنني لم أكن أخوض في عمل ما من غير قناعة تامة به. والأضواء صنعت اسمي، وهذه حقيقية، لكن مع الزواج والإنجاب لم يعد الوقت كافياً، فكل شيء يسير في انتقاء قبل التنفيذ». ونيكول أم لصبيتين، وأخذت قرار العناية بهما، أما الأضواء فكانت «مرحلة استفدت منها، وأنجزت الكثير من الأشياء التي أنا سعيدة بها، وجولات كثيرة للخارج، وصار الوقت الآن لعائلتي» - بحسب قولها -. وعلى رغم قرارها الذي يراه البعض «مخالفاً للضوء» يجد آخرون أن الخروج منه «ليس سهلاً»، بخاصة بعد تحقيقها نجاحات «ساحقة»، مثل بطولتها في فيلم «الباحثات عن الحرية»، وشهرتها من خلال أغنية «حبيبي يا نور العين»، التي غناها المطرب عمر دياب منذ أعوام طويلة، إلا أن قرار التفرغ للعائلة لم يكن غريباً على صاحبة تاج عام 1992، إذ سبقتها جميلات وتوقفن بدافع واحد، «الأضواء لا تعني لنا شيئاً».