عندما أصبحت نينا دافولوري أول هندية أميركية تفوز بلقب «ملكة جمال أميركا»، التهبت وسائط الإعلام الاجتماعية بالتعليقات والتغريدات الكريهة. لا يمكن تجاهل السخرية في الحدث. هي فائزة بلقب الجمال وهذه تعليقات أدلى بها أشخاص عاديون على نحو عشوائي عبر وسائط كسبت أهميتها بفضل ثورة الاتصالات. وتسمح ديموقراطية الإنترنت لأي كان بأن يقول أي شيء يريد. لذلك يوجد كل هذه التعليقات ضد نينا، إلى جانب تلك الكثيرة التي جاءت للدفاع عنها. وتقول بينا هانشيناماني ايلفسن، وهي محامية من سياتل، إنها «انزعجت من التعليقات العنصرية حول ملكة جمال أميركا الهندية. ونحن لسنا أميركيين أكثر منها لأن أسلافها من الهند وليسوا من أوروبا!». أما محترفة ادارة الموضة نيميشا غاندي، فتقول: «محزن أن بلادنا المتقدمة جداً في كل المجالات، ما زالت متخلفة في التفكير. وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا يبقى حجر في مكانه عندما يتعلق الأمر بالهجوم على إنسان بسبب لونه أو دينه. أشعر بالأسف لهذه الفتاة القوية والجميلة التي وصفت بصفات تنضح الكراهية منها. لكنني سعيدة بأن لجنة الحكم الأميركية لم تترك الاختلاف العرقي يؤثر في حكمها». ورأت المدونة ديفيا سيهغال أن «هذا العدد من التعليقات العنصرية على تويتر يصدم. ومن المذهل رؤية أن الأميركيين من أصل آسيوي لم يحصلوا بعد على اعتراف بهم كأميركيين كاملي المواطنة. مع ذلك، ما زلت اعتقد بأن من يمتلك هذه الأفكار وردود الفعل أقلية ضئيلة العدد. ومع أن العنصرية بغيضة، أود أن أعتقد بأنها مجرد قطرة صغيرة في محيط غير عنصري». وبينما أصاب أكثرنا، نحن الهنود، الحزن لما جرى في أميركا، فإن الكاتب فارون أغاروال حصل على تأييد 600 شخص عندما وضع تعليقاً (في صفحته على «فايسبوك») يقول: «أتعلمون ما المثير للسخرية؟ أن فتاة مغمورة مثل نينا ما كان لها أبداً أن تصبح ملكة جمال الهند على الأقل، أصبحت ملكة جمال أميركا». ووفقاً للاختصاصية النفسية جامونا تريباثي «نعيش في عالم يديم الصور النمطية. جعل المجتمع الأشخاص ذوي البشرة الداكنة يشعرون بالأسف. الأمر الجيد أن نينا كانت متفهمة ومنفتحة خلال الأمر كله. ثقتها بذاتها ونضجها جعلا منها رابحة بالتأكيد». وذكرت ملكة جمال الهند وملكة جمال الأرض للعام 2010 نيكول فاريا، أن «لكلٍّ الحق في أن تكون له آراؤه، وفي مسابقات الجمال يمكن الجميع أن تكون لهم وجهات نظرهم المختلفة. الجمال هو في عين الناظر. الجيد في المسألة أن النتيجة نهائية، ولو رأى الآخرون إلى الأمر رؤية مختلفة، فقد صدر الحكم. ونينا اعتمرت التاج. وبما أنها هندية فذلك يدفئ القلب. دعونا نتذكر أن الجمال والطيبة انتصرا في نهاية المطاف وعلينا ألاّ ندع أي شيء يفسد هذا الفوز المُستحق». * صحافية، عن «ذي هندو» الهندية، 20/9/2013، إعداد حسام عيتاني