رفع خطاب الرئيس باراك اوباما في القاهرة من توقعات الفلسطينيين على اختلاف فئاتهم، من اقصى اليمين الى اقصى اليسار. ففي السلطة الفلسطينية يقول مسؤولون انهم يتوقعون ان تعقب الخطاب مبادرة اميركية للحل السياسي. وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات ان الفلسطينيين ينتظرون اعلان مبادرة اميركية جديدة للحل السياسي خلال الاشهر القليلة المقبلة، مضيفا: «نأمل وننتظر صدور مبادرة سلام اميركية تهدف الى إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967». واكد عريقات ان السلطة الفلسطينية مستعدة لتنفيذ جميع التزاماتها التي طالبها بها اوباما في لقائه اخيرا مع الرئيس محمود عباس، مثل قبول حل الدولتين، وتوحيد السلطة والسلاح، وبناء مؤسسات الدولة والاصلاح. عباس قدم لأوباما وثيقة سياسية وكان الرئيس عباس قدم للرئيس الاميركي وثيقة سياسية من خمس صفحات لدى لقائهما في البيت الابيض في 28 الشهر الماضي تضمنت الخطوط التفصيلية لاي حل سياسي شامل مقبول في المنطقة، وفي مقدم ذلك الانسحاب الاسرائيلي من جميع الاراضي العربية المحتلة عام 1967. وقال عريقات ان الوثيقة عبارة عن نصائح فلسطينية للادارة الاميركية في شأن شكل الحل السياسي المقبول والقابل للحياة في المنطقة. ولا تخفي الحركة الاسلامية ايضا تفاؤلها بخطوات مرتقبة للرئيس الامريكي بعد خطابه التاريخي، رغم التحفظات التي سجلتها على الخطاب، خصوصا مطالبته الحركة قبول شروط «اللجنة الرباعية» الخاصة بالاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف. وقال الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم ل «الحياة» ان لدى حركته افقا سياسيا يلتقي مع اي جهد اميركي حقيقي لتحقيق السلام. واضاف: «اميركا تريد السلام، ونحن نريد دولة، والاحتلال يريد الامن، ولدى حماس افق سياسي يقوم على الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة عام 1967، وعودة اللاجئين، وانهاء الاستيطان، وازالة الجدار، مقابل هدنة طويلة». ورأى في خطاب الرئيس الاميركي لغة تصالحية هادئة، لكنه سجل تحفظ حركته على مطالبة اوباما لها قبول شروط اللجنة الرباعية التي تتضمن اعترافا باسرائيل. وتقول «حماس» انها تنتظر خطوات اميركية عملية لانهاء الحصار على غزة، وانهاء الاحتلال، وانها سترد عليها بخطوات تدعم النزوع نحو الحل السياسي. وكشف مسؤول رفيع في الحركة ان الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر القريب من ادارة اوباما، سيزور قطاع غزة منتصف الشهر الجاري، وسيلتقي مع قادة وناشطين في الحركة. واوضح المسؤول ان سياسة «حماس» في هذه المرحلة تقوم على شعار «ننتظر لنرى». وقال ان «حماس» ستتخذ خطوات داعمة لاي توجه سلمي لدى الرئيس الاميركي حتى لو جاء عبر الرئيس محمود عباس (ابو مازن)، وقال: «نحن الفلسطينيين لدينا هدف مشترك هو اقامة الدولة، ونحن نرحب بتحقيق ذلك حتى لو جاء عن طريق السلطة والرئيس ابو مازن».