شهدت جلسة محاكمة 23 من ناشطي «حراك الريف» المغربي في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء أمس، فقدان المعتقل أنس الخطابي وعيه بعد دخوله في الشهر الثاني من الإضراب عن الطعام. وسقط الخطابي أرضاً بعد دقائق قليلة من دخوله قاعة المحكمة، ليُنقل بعدها إلى المستشفى. وظهر الخطابي خلال جلسة المحاكمة السابقة في 4 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، أكثر المعتقلين شحوباً وضعفاً، إذ بدت خطواته ثقيلة، واستغرق وقتاً للمشي بين الحاجز الزجاجي والمنطقة المخصصة للمعتقلين، أمام القضاة. وخلقت الوضعية الصحية لأنس الخطابي ارتباكاً داخل قاعة المحكمة بعد مطالبة أعضاء من هيئة الدفاع، وعدد من المعتقلين بالإسراع والاتصال بالإسعاف لإنقاذ حياته. وشهدت المحاكمة مشادات كلامية بين فريقي الدفاع عن الأمن الوطني والمعتقلين، أدت إلى رفع الجلسة. وأمر القاضي علي الطرشي بإرجاء النظر في الملف إلى 24 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. على صعيد آخر، أحاط المبعوث الجديد للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية هورست كولر جولته الأولى على المنطقة والتي بدأها أول من أمس، في الرباط بتكتم شديد، وذلك في مسعى منه إلى إحياء الوساطة بين المغرب وجبهة «بوليساريو» والخروج من الطريق المسدود في هذا النزاع القديم. وأجرى الرئيس الألماني السابق كولر، الذي عيَنه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في آب (أغسطس) الماضي، لقاءات عدة، من بينها اجتماع مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة. وواصل كولر لقاءاته أمس، قبل أن يغادر صباح اليوم الى منطقة تندوف، وفق المصدر نفسه. وهذه الجولة الأولى للمبعوث الأممي تستمر حتى 25 الجاري وستقوده أيضاً إلى الجزائر وموريتانيا، قبل أن يقدم تقريراً الى مجلس الأمن في نيويورك. وأحيطت جولة كولر بتعتيم كامل لدرجة ان برنامج لقاءاته وتنقلاته لم يُنشر باستثناء ما أعلنته «بوليساريو» من أن المبعوث الدولي سيزور تندوف، في أقصى جنوب غربي الجزائر، حيث يعيش في مخيمات 100 الى 200 ألف لاجئ. وسيلتقي كولر خلال زيارته الأربعاء والخميس، سكان هذه المخيمات وسيجري محادثات مغلقة مع المسؤولين عن الجبهة، كما أعلنت المندوبية الصحراوية في العاصمة الجزائرية.