عشية بدء مؤتمر أساسي اليوم، تعهد الحزب الشيوعي الحاكم في الصين ألا يحيد عن مسار الإصلاح والانفتاح على العالم، وصوغ استراتيجية جديدة للتنمية في غضون السنوات الخمس المقبلة. وأتت تصريحات الناطق باسم الحزب توه تشن خلال مؤتمر صحافي قبل افتتاح المؤتمر اليوم، والذي يُعقد كل 5 سنوات وسيطرح خلاله الرئيس شي جينبينغ طموحاته ويعزّز قبضته على الحكم. وقال الناطق إن الحزب الشيوعي سيضع استراتيجية جديدة للتنمية في غضون السنوات الخمس المقبلة، مؤكداً متابعة معركة مكافحة الفساد في الصين. وأضاف أن الحزب سيواصل إصلاحات هيكلية، مستبعداً أي اعتماد على نظام ديموقراطي متعدد الأحزاب، وزاد: «الإصلاح الهيكلي السياسي ليس شيئاً يمكن تحقيقه بين عشية وضحاها، ولن تقوم الصين بنسخ أو تكرار نماذج دول أخرى». وشدد على وجوب الامتناع عن النظر الى جهود بكين لخفض الدين وللنموّ الاقتصادي المستقر، على أنها متعارضة، إذ إن الحكومة ستضمن أن حملتها الرامية الى خفض الدين لن تؤثر سلباً في الاقتصاد. وتابع: «على المدى الطويل، يساعد خفض الدين الاستباقي في القضاء على الأخطار التي قد تؤثر في التنمية الاقتصادية المضطردة والصحية. أظهر خفض الدين نتائج أولية ولم يُظهر أي تأثير سلبي في الاقتصاد». وفي إطار تعزيز شي جينبينغ نفوده في البلاد، أفادت معلومات بأن حليفاً وثيقاً له سيُرقّى الى نائب لرئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية، فيما يكرّس شي سيطرته على القوات المسلحة. وقالت مصادر إن تشانغ يوكسيا (67 سنة)، وهو واحد من عدد ضئيل من الضباط العسكريين البارزين الذين يتمتعون بخبرة قتالية، سيصبح واحداً من نائبَي رئيس اللجنة، خلفاً لفان تشانغلونغ الذي يُرجّح أن يتقاعد خلال المؤتمر، فيما سيحتفظ نائب الرئيس الآخر شو كيليانغ بمنصبه. معلوم أن شي جينبينغ يرأس اللجنة التي تسيطر على الجيش الصيني، وعلى رئاسة البلاد والأمانة العامة للحزب الشيوعي. وشي وتشانغ هما من مقاطعة شنشي شمال غربي الصين، ونجلا قياديَين سابقين قاتلا معاً خلال الحرب الأهلية في أربعينات القرن العشرين. وسيلقي شي جينبينغ، الذي يُتوقع نيله ولاية ثانية مدتها 5 سنوات زعيماً للحزب خلال المؤتمر، خطاباً يوضح هل ستدخل نظريته السياسية الشخصية في دستور الحزب، الى جانب قادة سابقين بارزين مثل المؤسّس ماو تسي تونغ ودينغ شياو بينغ. وسيشكّل إعلان مشابه مؤشراً الى أن شي جينبيغ، وهو أقوى زعيم في الصين منذ عقود، سيبقى مهيمناً على السياسة الصينية للسنوات الخمس المقبلة، وربما أكثر من ذلك، مع انعدام وجود معارضة داخلية تقريباً.