كشف أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، عن الأسباب التي أدت إلى إيقاف المخيمات الصيفية في منطقة مكةالمكرمة والتي يتم إعادة تنظيمها حالياً، وقال إنها تعود إلى «الاستغلال السيئ لبعض القائمين عليها، إذ اكتشفت الإمارة أن بعض المخيمات الدعوية يتم فيها استخدام الرصاص ويتم تعليم الشباب فيها تدريبات عسكرية، وهو ما يخالف الغرض الذي أنشئت من أجله». وأعلن الفيصل أمام منتدى جدة الاقتصادي الذي اختتم أعماله أمس، «أن إمارة المنطقة أتمت استرجاع أكثر من 280 مليون متر مربع من الأراضي التي تم الاعتداء عليها في محافظة جدة، وتقدر قيمتها بأكثر من 80 بليون ريال»، مشيراً إلى أنها «ستخضع للمخطط الاستراتيجي لمحافظة جدة بشكل كامل، وسيتم استغلالها في توفير البنية التحتية والتنموية الملائمة للمدينة الساحلية»، مؤكداً أن لجنة الفساد في إمارة منطقة مكةالمكرمة بدأت أعمالها منذ فترة وسترون النتائج قريباً. وتحدث الفيصل عن ارتفاع نسبة البطالة، وقال إن البطالة موجودة في جميع أنحاء العالم، مؤكداً ضرورة مشاركة القطاعين الخاص والعام في إيجاد فرص عمل للشباب الباحثين عن العمل. وزاد: «لا بد من معالجة البطالة بشكل سريع حتى لا تتفاقم ويصبح عدد العاطلين عن العمل مرتفعاً»، لافتاً إلى أن نسبة البطالة والفقر مرتفعة. وحول قيادة المرأة السعودية للسيارة، قال: «قيادة المرأة ليست من اختصاصي، وأتمنى أن يأتي اليوم ونرى الجميع يقودون السيارات بأمان ونظام». ووصف الأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عقب الكارثة الأخيرة في مدينة جدة بأنه «استثنائي، من ملك استثنائي، لشعب استثنائي»، موضحاً أنه تم الاتصال بخادم الحرمين الشريفين خلال إقامته في المغرب لإخباره بحجم الكارثة التي تعرضت لها المحافظة، وبعد مرور أقل من ساعة، جاء اتصال من الملك يأمر بتشكيل لجنة برئاسة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، وعدد من الوزراء والمسؤولين، مضيفاً أنه سلم الملك بعد عودته الرياض التقرير الذي كُلف بإعداده عن الكارثة، وما سببته، وقام بعدها باعتماد التوصيات كافة، إذ لم يتم التغيير في أية توصية منها. كما أعلن أمير منطقة مكةالمكرمة أنه حدد أول يوم (اثنين) من كل شهر لعقد لقاء له مع الشباب ابتداءً من الشهر المقبل، مشيراً إلى أنه سيعقد جلسات شهرية كل يوم أحد، تشمل لقاءً مع العلماء والمشايخ وأئمة المساجد في الأسبوع الأول، والأكاديميين والإعلاميين في الأسبوع الثاني، ورجال الأعمال في الأسبوع الثالث، والأحد الرابع مع مشايخ القبائل. ونفى الفيصل رداً على سؤال لأحد الشباب، أن تكون إمارة منطقة مكةالمكرمة أو غيرها من القطاعات الحكومية تتعمد تأخير الإجراءات أو الموافقات، وقال إن «هناك إجراءات تنظيمية». وأشار إلى بدء العمل في استراتيجية منطقة مكةالمكرمة، من خلال ورش عمل شارك فيها الكثير من مختلف شرائح المجتمع من الجنسين، ووضع لها خطة عشرية، وستعلن نتائجها وتقويمها خلال الفترة المقبلة من شباب وشابات المنطقة أنفسهم، لافتاً إلى إنشاء مجلس شباب منطقة مكة المتطوع، ويضم 25 عضواً، جميعهم من الشباب باستثناء سبعة أعضاء. وألقى الفيصل باللوم على أولياء الأمور في زيادة المخالفات المرورية من صغار السن، ممن لا يدركون المسؤولية، ما تسبب في العديد من الحوادث المرورية، وقال: «المجتمع تربى على ثقافة تحث على العفو والتسامح والمجاملة، ما أدى إلى خلل اجتماعي، وتنامٍ في عدم القدرة على فرض النظام». وتطرق إلى مشاريع المراكز الثقافية والاجتماعية والرياضية، وقال إن جدة ستشهد الكثير من هذه المراكز في الأحياء. وبشأن مشروع النقل الشامل في جدة، قال: «إنه سينطلق خلال الأسابيع المقبلة، كما بدأت دراسة مشروع النقل في مكةالمكرمة، وسيكون هناك قطار خفيف، وسيتم إنشاء محطات على الخط الدائري». وقام أمير منطقة مكةالمكرمة عقب الإجابة على أسئلة الشباب بعد أن تخلى عن «البشت» قائلاً: «أحب أن أشكركم الشكر الجزيل على إعطائي هذه الفرصة للحديث معكم، واليوم من أسعد أيام حياتي، لأنني أشاهدكم وأتحدث معكم، أنتم أبنائي وأبناء هذا الوطن، كنت في يوم من الأيام في مكانكم، وكنت أطرح هذه الأسئلة وبالحماس نفسه، واليوم أنا لا أتحسر على شبابي، وإنما أجدد شبابي بكم». وأضاف: «أود أن أبدأ حديثي ببعض الحقائق التي يجب أن نفهمها كلنا شيباً وشباباً، نحن لنا دين ولا كل الأديان، ولنا وطن ولا كل الأوطان، ولنا شعب ولا كل الشعوب، ولنا ملك ولا كل الملوك، نحن في دولة أعزها الله بالإسلام، نحن دولة عربية إسلامية دستورها القرآن والسنة».