وكأنهم يستقبلون ضيوفاً أثيرين أو يعتبرونها أنواعاً أليفة ومسلية، لم يتفاجأ كثير من الشباب وأصحاب المزارع في قرى وادي جازان خلال اليومين الماضيين بمهاجمة عشرات الثعابين السامة التي تتراوح في الطول والحجم، بعد اقتراب نهاية موسم البيات الشتوي، ليحولوه فترة سانحة لجمع أكبر عدد منها، ليطفئوا هوسهم الجامح في عشق صيد الثعابين وتربيتها. وقال صاحب إحدى المزارع الريفية علي أحمد (80 عاماً): «تعودنا منذ نعومة أظفارنا على التعايش مع الثعابين بأنواعها، وأصبت مرة وعمري وقتها 15 عاماً، إذ كنت أمشي في هذا المكان وأحسست بلسعة خفيفة لم أكن لألقي لها بالاً، إلا أن جدي كان يمشي خلفي وشاهد ثعباناً يقرب طوله متران فقتله، وبعدها شعرت بدوار فحملني إلى المنزل، وتم عمل طب شعبي وشفيت، بعد أن لازمت الفراش لمدة ثلاثة أيام، لم أستطع معها حتى الجلوس، ومن حينها صرت أتعايش مع الثعابين وصرت أراها طبيعية». وذكر أحد أصحاب المزارع محمد علي أنه حرث أرضه كبداية لموسم زراعة الذرة، إلا أنه تفاجأ بخروج ثعابين عدة من نوع واحد، وتسمى بالعامية «الثروان»، إلا أن المفاجأة هي حينما قمت بري الأرض لأرى أكثر من 20 ثعباناً دفعة واحدة خرجت من الحفر التي امتلأت بالمياه، مشيراً إلى أنه وجد عدداً من الصبية هوايتهم المفضلة اصطياد الثعابين. وقال الشاب علي محمد (14 عاماً): «أجدها فرصة جيدة الآن لصيد الثعابين، ولا أخاف من لدغاتها، لأنني أحسن طرق القبض عليها، وأستخدم ثلاث طرق لصيدها، بالطريقة الأولى أقتفي أثر ماكينة الحراثة في الأرض، لأنها تنبش الثعابين التي تستعد للخروج من السبات الشتوي، والثانية أثناء ري الأرض، فبعض الثعابين تهرب من المياه لتجدنا ننتظرها، أما في الثالثة فنجمع الفئران بشبك ونربطها وهي حية بجوار الأماكن المتوقع وجود الثعابين فيها، مثل مساكن القش وأشجار المانجو»، مشيراً إلى أن أفضل أوقات الصيد لديهم هيفترة ما بين العصر والمغرب. من جهته، أشار أحد المهتمين بتربية الثعابين يحيى طيب عقيل إلى أنها لا تهاجم أي شخص إلا للدفاع عن نفسها وإذا لم يكن لها طريق للهروب إلا أنواع نادرة وشرسة توجد بقلة في المناطق الجبلية والصحراوية، معظمها يخرج في الليل بخلاف أنواع الثروان والطفياني التي تخرج في النهار، وتعتمد في طعامها على العصافير الصغيرة والفئران والحشرات.