صحيح أن خسارة فريق الشباب لمباراتين افتتاحيتين لدوري زين السعودي وبنتيجتين ثقيلتين من فريقي الرائد والتعاون جاءت عكس توقعات الغالبية العظمى من النقاد والمحللين، معتمدين في ذلك على المرحلة الفنية التي كان يعيشها الفريق أثناء بطولة النخبة الدولية في أبها، ولكننا في الوقت نفسه نعلم أن كرة القدم تظل عطاء وتنافساً على المستطيل الأخضر في المقام الأول، وتحسب النتائج بهز الشباك في المقام الأول، وليست للأفضلية الميدانية أو لعدد الفرص القابلة للتسجيل على المرميين، وإذا كان المتابعون قد تفاجأوا بهاتين النتيجتين فحتماً هناك لاعبون أصيبوا «بصدمة» بل قد تكون «صدمة» مضاعفة، أدخلتهم في صراع نفسي كبير، وهو ما يعانيه لاعبو الشباب أثناء وعقب خسارة مباراة الرائد، المباراة التي فقد فيها جل لاعبي الشباب تركيزهم كثيراً وسقطوا في «فخ» التسرع في تعديل ما يمكن تعديلة خلال مجرى المباراة، لذلك شاهد الجميع لاعبي الشباب وهم يعيشون حالاً فنية تميل للتواضع الفني قل ما نشاهدها في الفريق الشبابي «الفريق البطل» والفريق المرشح الأقوى لانتزاع صدارة الترتيب للدوري السعودي من البداية عطفاً على مقومات عدة كان أبرزها ما قدمه الفريق من صورة فنية مثالية في بطولة النخبة في أبها. ومن تجارب ماضية ومتابعات مستمرة أرى أن فريقاً مثل الشباب يحتاج لانتصار وحيد «يلملم» به جميع الأوراق المتساقطة، وتعود معه «الثقة» المفقودة نتيجة كما ذكرنا للحال النفسية، والضغوطات العصبية التي يعانيها اللاعب الشبابي في الفترة الحالية، التي لم تمكنه خلال أربعة أشواط من إيجاد هويته الفنية بصورتها الحقيقية، وربما يحتاج لمباراة أو مباراتين حتى تعود أوضاعه الفنية لطبيعتها، ويبدأ انطلاقته الحقيقية نحو المنافسة وتعديل الصورة بشكل مغاير عما حدث، إذاً ما يمر به فريق الشباب حالياً ليس جديداً على الساحة التنافسية، فقد سبقته منتخبات وأندية عالمية لذلك، ولكن المستغرب بالفعل هو استغلال البعض من الأقلام الصحافية وضعية الفريق الحالية لكي يحاولوا التشكيك في «نزاهة» واحترافية اللاعب الشبابي وتصويرهم باللاعبين « المتآمرين» على المدرب فوساتي حديث العهد بالفريق الشبابي تصوروا! أنا أقول بعض الصحافيين، لأن ما يطرح ويكتب في مواقع الأندية الإلكترونية وغيرها من مواقع يأتي رد فعل على ما يكتب في الإعلام أولاً، ومن الصعب لوم مشجع أو غير مشجع على أطروحاته لأسباب عدة من الصعب تفصيلها الآن. تخيلوا أن أحد الكتاب أو المحللين جميعهم سيان لدي تطرق لتذمر اللاعبين من التدريبات الصباحية المقررة من المدرب فوساتي وصرامته في ذلك، ووجدوا أي اللاعبين أن خسارة الفريق لمباريات متوالية أفضل حل لإبعاد هذا المدرب عن تدريبهم، على رغم أن الفريق الشبابي لم يُجرِ سوى حصة تدريبية واحدة عقب العودة من مدينة أبها؟ وأسأل من طرح مثل هذا الكلام أو تبناه بأهداف الله العالم بها، كيف سمح لنفسه بنشر أكاذيب كهذه وصدقها هو قبل غيره؟ وكيف تجرأ على التشكيك في قيمة اللاعب الشبابي بهذه السهولة؟ وكيف تجاهل تاريخ لاعبي الشباب على مرر السنوات الماضية والحالية؟ وهل يمتلك دليلاً واحداً على اتهاماته هذه؟ الفريق الشبابي سيدخل امتحاناً صعباً الليلة أمام ضيفه «المنتشي» فريق الاتفاق، لذلك ستكون الفرصة مواتية للاعبين لمصالحة أنفسهم قبل مصالحة جماهيرهم والمشرفين عليهم حينما يقدموا المستوى الفني الذي يليق بتاريخ هذا النادي ويليق بنجوميتهم، وتكون هذه المباراة منعطفاً مهماً للاستعداد المثالي للمباراتين الحاسمتين آسيوياً، إذاً تقديم المستوى الفني هو المطلب الأول والمنتظر، والنتيجة تظل في علم الغيب، حتى وإن كانت هدفاً مهماً. وفي الوقت نفسه ننتظر أن يكون المدرب فوساتي قد توصل لحلول تكتيكية تضمن عودة التوازن لخطوط الفريق داخل ملعب المباراة، ويضمن معها الشبابيون غياب الأخطاء الفردية والجماعية، بالذات أن المدرب يعيش فترة «استكشاف» لقدرات الفريق، ولكن مع الخسارتين «تضاعفت» المسؤولية أمامه وكان الله في عونه. [email protected]