تونس - رويترز - بشكل عفوي تجمع مئات الشبان التونسيين أول من أمس في شارع الحبيب بورقيبة بوسط العاصمة تونس ملتحفين أعلام وطنهم احتفالاً بذكرى عيد الاستقلال الذي وصفه كثيرون بأنه ذو نكهة خاصة هذا العام بعدما انتزعوا حريتهم قبل اكثر من شهرين حين أطاحوا الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وأحيت تونس ذكرى مرور 55 سنة على الاستقلال عن مستعمرتها السابقة فرنسا في أجواء غلب عليها الفخر والاعتزاز بحرية حرم منها التونسيين لعقود. وقال رئيس الجمهورية الموقت فؤاد المبزع في كلمة توجه بها للشعب التونسي «تخليد ذكرى الاستقلال هذه السنة يكتسي طابعاً متميزاً باعتباره يأتي على اثر قيام ثورة 14 جانفي (كانون الثاني) المجيدة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستقلال في معانيه العميقة وتجلياته الطبيعية وقيمه الكونية». ولم تكن لغالبية الأعياد الوطنية دلالات كبيرة لدى فئات واسعة من التونسيين. لكن هذا العام تغيرت الأمور وتجمعت مشاعر الكرامة والحرية والفخر لديهم. وفي اجتماع حاشد للمعارضة لم يكن مسموحاً به عادة في عهد الرئيس السابق قالت مية الجريبي الأمين العام ل «الحزب الديموقراطي التقدمي» إن لعيد الاستقلال هذا العام نكهة خاصة. وأضافت «عيد الاستقلال لم يعد له معنى الولاء للأشخاص.. اصبح عنده معنى ثوري... انه أيضاً فرصة لمواجهة التحديات المقبلة». وفي مثل هذه الأعياد خلال فترة حكم بن علي عادة ما تزين البلاد بالأعلام وصور الرئيس السابق وتتحدث وسائل الإعلام بإطناب عن إنجازاته. أما اليوم فقد بثت وسائل الإعلام أغاني وطنية وأعرب مستمعون للإذاعات عن فخرهم الكبير. وأمام المسرح البلدي بالعاصمة ردد مئات الشبان المحتفلين بعيد الاستقلال النشيد الوطني وبكى آخرون تأثراً بالمناسبة.