أبلغ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب «تأييد» المملكة «الاستراتيجية الحازمة التي أعلن عنها تجاه إيران وأنشطتها العدوانية ودعمها للإرهاب في المنطقة والعالم». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السعودية (واس) بأن الملك سلمان أشاد، في اتصال هاتفي بترامب، ب «الدور القيادي للإدارة الأميركية الجديدة»، معتبراً أنها «تدرك حجم تلك التحديات والتهديدات»، ومؤكداً «ضرورة تضافر الجهود واتخاذ مواقف حازمة تجاه الإرهاب والتطرف وراعيه الأول إيران». وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس الأميركي «أبدى تقديره لمبادرة خادم الحرمين الشريفين ودعمه، وأكد حرص الولاياتالمتحدة على العمل مع حلفائها لتحقيق الأمن والسلم العالميين». إلى ذلك، دعت واشنطن إلى «محاسبة» طهران على ممارساتها، مشيرة إلى أنها تعتزم تشديد عقوبات على «الحرس الثوري» الإيراني. لكن طهران حذرت من تدابير «انتقامية»، ملوّحة باستئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة مرتفعة خلال أيام. وكان ترامب أبلغ الكونغرس أن طهران لم تلتزم الاتفاق النووي الذي أبرمته مع الدول الست عام 2015، ملوحاً بإلغائه، وبفرض عقوبات «قاسية» على «الحرس الثوري»، باعتباره «داعماً» للإرهاب. لكن المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي لفتت إلى أن بلادها «باقية في الاتفاق» الآن، إذ «نأمل بأن نحسّن الأوضاع». وأضافت أن إدارة ترامب تريد التوصل إلى رد «متناسب» مع تصرفات طهران، وبرّرت متابعة الولاياتالمتحدة الاتفاق عن كثب بتصاعد التوتر مع بيونغيانغ بسبب برنامجها النووي، وزادت: «ما نقوله الآن في ما يتعلّق بإيران هو لا تسمحوا لها بأن تكون كوريا الشمالية المقبلة». وأقرّت بأن الإيرانيين «لا ينتهكون الاتفاق»، واستدركت: «علينا أن نحاسبهم، لا يمكن أن يواصلوا دعم الإرهاب في العالم، ولا الاستمرار في اختبار صواريخ باليستية، ستؤدي إلى إيران نووية. ولا يمكنهم مواصلة تهريب أسلحة». واعتبرت أن دولاً «تصرف النظر» عن هذه النشاطات ل «حماية» الاتفاق. في السياق ذاته، نفى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن يكون تهديد ترامب بإلغاء الاتفاق النووي أضعف فرص كبح كوريا الشمالية، لافتاً إلى أن بلاده «ستتوقّع اتفاقاً مطلوباً جداً» مع بيونغيانغ يكون «ملزماً جداً ويحقق أهداف» الولاياتالمتحدة والصين ودول الجوار في شبه الجزيرة الكورية. وأعلن وزير الخزانة الأميركي ستيف منوشين أنه يعتزم تشديد عقوبات على «الحرس الثوري». وتطرّق إلى مشاركته في أحدث اجتماعات للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، قائلاً: «أجريت محادثات مباشرة جداً مع نظرائي في شأن ما نسعى إلى فعله تجاه إيران. سنعمل معهم في هذا الصدد». لكن ناطقة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أعلنت أن الأخيرة والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل اتفقتا، في اتصال هاتفي، على «الالتزام الكامل بالاتفاق»، وفي الوقت ذاته «ضرورة مواصلة تصدّي المجتمع الدولي لنشاطات إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة ومناقشة سبل مواجهة المخاوف من برنامجها للصواريخ الباليستية». وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان حضّ الكونغرس على ألا يراجع الاتفاق، «كونه يتحمّل الآن مسؤولية انهياره المحتمل». وحذر من «اعتماد منطق جهنمي وخطر جداً»، مبدياً استعداداً لإجراء «محادثات صعبة» مع طهران حول ملفات أخرى تغضب واشنطن. ودعت الكويتإيران إلى «بناء الثقة واحترام دول الجوار»، التزاماً بمبادئ وميثاق الأممالمتحدة. واعتبر مصدر في الخارجية الكويتية أن الاتفاق النووي «أسّس لمنهج إيجابي وفعّال للتعامل المشترك لبناء الثقة، والإسهام في تحقيق الأمن والسلم الدوليين». واستدرك داعياً إيران إلى «العمل لبناء الثقة في المنطقة»، من خلال «احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحسن الجوار». ولفت ناطق باسم الخارجية المصرية إلى أن الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها ترامب «تحمل أسباب ودواعي القلق البالغ لمصر تجاه سياسات إيران»، منبهاً إلى أنها «تؤدي إلى عدم استقرار دول المنطقة وتؤثر في الأمن القومي العربي وأمن منطقة الخليج». وشدد على «وقف أي تدخلات سلبية في الشؤون الداخلية للدول العربية». في المقابل، دان مصدر في الخارجية السورية «السياسات العدوانية للإدارة الأميركية»، معرباً عن «تضامن» بلاده مع «مواقف» إيران. أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فرأى أن ترامب «شوّه سمعة الولاياتالمتحدة في العالم»، مؤكداً أن بلاده «اتخذت تدابير مناسبة إزاء الإجراءات الأميركية». واعتبر أن خطاب ترامب «يتناقض» مع 3 من بنود الاتفاق النووي، مشدداً على أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي «المرجع الوحيد للبتّ في التزام إيران تعهداتها». وأضاف: «المهم بالنسبة إلينا هو أن الولاياتالمتحدة التزمت تجديد تجميد العقوبات». وحذر من أن طهران «ستتخذ إجراءات انتقامية» إذا لم تفعل واشنطن ذلك، مؤكداً أن «المكتسبات الباليستية ليست موضع نقاش بأي شكل». وأعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أن بلاده قادرة على «استئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة خلال 4 أيام، إذا رأينا أن الاتفاق النووي لا يحقق مصالحنا». وأضاف أن طهران ستوقف تطبيق البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي، «في حال إلغاء الاتفاق».