ارتفع الى 137 عدد القتلى في تفجير شاحنة مفخخة، استهدف حياً تجارياً مزدحماً يقع قرب مقار وزارات رئيسية وسط العاصمة الصومالية مقديشو السبت. وأضيف الى حصيلة الهجوم الأكثر دموية في تاريخ هذا البلد حوالى 300 جريح بينهم القائم بأعمال السفارة القطرية الذي أصيب بجروح طفيفة خلال وجوده في مقر السفارة الذي تعرض لأضرار كبيرة على غرار فندق «سفاري» القريب من مقر وزارة الخارجية. وفي السنوات الأخيرة، أعادت دول خليجية فتح سفاراتها في العاصمة الصومالية، وبينها الإمارات التي سبق أن جرح موظفون في سفارتها في أحد التفجيرات. وواجه الأطباء صعوبات في معالجة الجرحى، ومعظمهم مصاب بحروق تفوق الدرجات الاعتيادية، في حين واصلت سيارات الإسعاف إطلاق أبواقها في الشوارع، مع استمرار بحث أشخاص عن مفقودين وسط الأنقاض. وأعلن الصليب الأحمر مقتل 4 من متطوعيه، كما قضى صحافي وجرح آخر. وأعلن الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام. وندد بالتفجير الذي اتهم «إرهابيي حركة الشباب الصومالية بتنفيذه ضد مدنيين أبرياء وليس مسؤولين حكوميين محددين، ما يدل على درجة العنف لدى هؤلاء العناصر الذين تخلو قلوبهم من الرأفة، حتى يستهدفوا من دون تمييز أشخاصاً أبرياء كانوا منصرفين الى الاهتمام بشؤونهم». وتدأب الحركة على مهاجمة مواقع مهمة في مقديشو، بعدما طُردت منها في آب (اغسطس) 2011، ونقلت سيطرتها الى مناطق ريفية مترامية. وقال رئيس الوزراء حسن علي خيري: «لا يهتم هؤلاء الإرهابيون بحياة الصوماليين، أكانوا رجالاً أو نساءً أو أطفالاً. وهم هاجموا المنطقة الأكثر اكتظاظاً في مقديشو، وقتلوا مدنيين فقط». ودعا وزير الإعلام عبدالرحمن عمر الى «الاتحاد ضد الإرهابيين الذين يفتقدون الى أي إحساس بالرحمة». ونددت الولاياتالمتحدة ب «الاعتداءات الجبانة التي تجدد التزامنا دعم الصومال والدول الأفريقية في محاربة جذور الإرهاب»، علماً أن قواتها كثفت هذه السنة غارات طائراتها بلا طيار ضد مواقع مشبوهة لحركة «الشباب الصومالية» التي يقاتلها أيضاً 20 ألف عنصر من قوات الاتحاد الأفريقي. وكان قائد القوات الأميركية في أفريقيا الجنرال توماس والدهوسر أجرى محادثات مع الرئيس فرماجو قبل يومين من التفجير. وجاء ذلك، بعد أيام على استقالة وزير الدفاع وقائد الجيش من دون توضيح الأسباب. ودانت وزارة الخارجية المصرية وجامعة الدول العربية ومؤسسة الأزهر هجوم مقديشو السبت. وشددت الخارجية المصرية على أن «هذه الأعمال لن تؤثر في عزيمة الشعب الصومالي في استكمال بناء مؤسسات الدولة واستعادة الاستقرار». وأكد محمود عفيفي، الناطق باسم الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط «التزام الجامعة مواصلة دعمها الجهود الحثيثة التي تبذلها المؤسسات الأمنية الصومالية من أجل مكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار». وطالبت الجامعة العربية المجتمع الدولي ب «مضاعفة الدعم الذي يقدمه لحكومة الصومال من أجل مساندة مؤسساتها الأمنية». ودانت أيضاً مؤسسة الأزهر الإسلامية الاعتداء، وأكدت في بيان أن «هذه الجرائم لا تمتُّ للإسلام بأي صلة، وتتنافى مع كل الشرائع والتعاليم الدينية».