أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» أن 3 آلاف مدني خرجوا من مدينة الرقة بموجب اتفاق بين مسؤولين محليين وعناصر من تنظيم «داعش»، إلى مناطق آمنة تحت سيطرة «سورية الديموقراطية» يُعتقد أنها شرق دير الزور، موضحة أن المدينة باتت خالية من المدنيين باستثناء عائلات عناصر «داعش» الأجانب. وأفادت «سورية الديموقراطية» أمس، ببدء «المرحلة الأخيرة» من معركة الرقة لطرد «داعش» من آخر مناطق تواجده في المدينة التي تتضمن أحياء في الوسط والشمال، حيث تدور حالياً معارك مع عناصر «داعش» المتبقين. وقال الناطق باسم «سورية الديموقراطية» طلال سلو ل «فرانس برس» أمس، «خرج أكثر من 3 آلاف مدني إلى مناطق آمنة تحت سيطرة قوات سورية الديموقراطية، بموجب الاتفاق الذي تم بين مجلس الرقة المدني ووجهاء العشائر ومقاتلين محليين من تنظيم داعش». وأكد سلو أن «الرقة باتت خالية تماماً من المدنيين الذين كان يأخذهم داعش دروعاً بشرية». وأضاف: «لم يعد هناك سوى 250 إلى 300 إرهابي أجنبي من الذين رفضوا الاتفاق، وقرّروا متابعة القتال حتى آخر لحظة. وبقي معهم أفراد من عائلاتهم». ويقود مجلس الرقة المدني ووجهاء من عشائر الرقة منذ أيام عدة، محادثات مع عناصر «داعش» المحليين، وتم ليل السبت- الأحد التوصل إلى اتفاق قضى بإجلاء العناصر السورية والمدنيين من آخر جيب يسيطر عليه «داعش» في المدينة. وأكد سلو أن 275 شخصاً من العناصر السورية في صفوف التنظيم وأفراد من عائلاتهم خرجوا من مناطق سيطرة «داعش» في الرقة. وقال: «حتى صباح اليوم (أمس)، كان المقاتلون السوريون لا يزالون في مناطق سيطرة قوات سورية الديموقراطية»، مشيراً إلى أنه يُفترض أن يصدر بيان يتضمن تحديد وجهتهم. وأوضح «التحالف الدولي» أن الهدف من الاتفاق هو «تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، على أن يتم استثناء الإرهابيين الأجانب في داعش». وأكد مصدر عسكري في الرقة ل «وكالة فرانس برس»، أن «الحافلات متوقفة حالياً في إحدى القرى، وسيتم إرسالها لأخذ الدواعش ونقلهم لاحقاً باتجاه (محافظة) دير الزور»، شرق البلاد. وتخوض «سورية الديموقراطية» بدعم من «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن منذ أكثر من 4 أشهر، معارك لطرد «داعش» من الرقة، حيث لم يعد يسيطر سوى على أقل من 10 في المئة من مساحة المدينة. من ناحيته، نفى «مجلس الرقة المدني»، الذي يضم ممثلين عن أبرز عشائر المحافظة، خروج عناصر أجنبية في صفوف «داعش» من الرقة، وذلك بعد تصريح لأحد مسؤوليه أكد فيه مغادرة عدد منهم. وأكد «مجلس الرقة المدني» في بيان أمس، أنه «للتوضيح والدقة، نبيّن أن الدواعش الأجانب ليسوا ضمن اهتمام مجلس الرقة المدني ولجنة العشائر أبداً، فهؤلاء لا يمكن الصفح عنهم». وأضاف «أن المستسلمين هم فقط سوريون وعددهم مع عوائلهم 275 شخصاً فقط». وتضاربت الأنباء عن خروج العناصر الأجنبية في صفوف التنظيم المتطرف، لا سيما بعدما أعلن مسؤول في مجلس الرقة المدني، أن «قسماً من الأجانب خرجوا» من دون أن يحدد عددهم أو الوجهة التي نقلوا إليها. وكان «التحالف الدولي» أكد مرات عدة أن العناصر الأجنبية ممنوعة من مغادرة الرقة. من ناحيتها، قالت الناطقة باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد ل «وكالة فرانس برس» أمس: «نحن الآن في المرحلة الأخيرة من معركة الرقة». وأعلنت «سورية الديموقراطية» في بيان بدء «معركة الشهيد عدنان أبو أمجد، والتي تستهدف إنهاء وجود مرتزقة التنظيم الإرهابي داخل المدينة»، مؤكدة أن هدفها «تطهير كامل المدينة من الإرهابيين الذين رفضوا الاستسلام، ومن بينهم الإرهابيون الأجانب». ودفعت المعارك في الرقة عشرات آلاف المدنيين إلى الفرار، وبقي الآلاف محاصرين في آخر جيب يسيطر عليه «داعش»، غالبيتهم تحولوا إلى دروع بشرية للتنظيم. وقال الناطق باسم «التحالف الدولي» ريان ديلون ل «فرانس برس»: «نحن مصرّون على عدم السماح للمقاتلين الأجانب بمغادرة المدينة»، مضيفاً: «موقفنا كان أن يبقوا ويقاتلوا أو يستسلموا من دون شروط». وأضاف أن «آخر ما نريده هو أن نرى المقاتلين الأجانب يغادرون، ما يتيح لهم العودة إلى بلادهم للتسبّب بالمزيد من الرعب». وتوقّع «التحالف الدولي»، الذي يدعم «قوات سورية الديموقراطية» التي تتشكل من عناصر كردية وعربية، «معارك صعبة خلال الأيام المقبلة». وأكد سلو أن المستشفى الوطني والملعب البلدي في وسط المدينة، واللذين تحصّن فيهما «داعش»، «باتا خاليين من المدنيين»، فيما تستمر الاشتباكات للسيطرة عليهما.