اندلعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين قوات «البيشركة» وفصائل من «الحشد الشعبي» في قضاء طوزخورماتو المتنازع عليه في شمال محافظة صلاح الدين، بعد ساعات على التوتر الذي ساد كركوك أول من أمس، إثر تقدم قوات اتحادية نحو ثكنات البيشمركة جنوبالمدينة وانسحاب البيشمركة. وقالت مصادر أمنية إن اشتباكات عنيفة وقعت في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس، في قضاء طوزخروماتو التابع إدارياً لمحافظة صلاح الدين بين قوات البيشمركة وفصائل شيعية من «الحشد التركماني»، تطورت لاستخدام الأسلحة الثقيلة شملت قذائف الهاون ومدافع «آر بي جي» قبل أن يتوصل الطرفين صباح أمس إلى هدنة ل24 ساعة. وأضافت المصادر أن الاشتباكات وقعت في أحياء رزكاري والعسكري ذات الغالبية الكردية، وجميلة ذات الغالبية التركمانية الشيعية، وعلى إثرها حاصرت قوات من «الحشد الشعبي» مقر فرع «الاتحاد الوطني الكردستاني» في المدينة التي تقع ضمن المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل. وتبادل الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن بدء الهجمات، فيما قال مسؤولون في «الاتحاد الوطني» إن مقرهم الواقع في حي رزكاري في المدينة تعرض لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين شملت نقاط تفتيش تابعة للبيشمركة، في حين أعلن مسؤولون في «الحشد» أن مسلحين مجهولين أطلقوا الرصاص على مسجد «ده ده غالب» في حي جميلة ذات الغالبية التركمانية الشيعية. وأعلن عضو مجلس المفوضية العليا لحقوق الإنسان، علي البياتي، في بيان أن «عناصر من حزب العمال الكردستاني PKK شاركت في الاشتباكات وهاجمت منازل المواطنين العزل من المكوّن التركماني والحسينيات ومقرات الحشد الشعبي ونقاط التفتيش في المدينة، ما أسفر عن جرح عنصر أمني وأحد المدنيين وخطف آخر إلى جهة مجهولة». وأظهرت صور ومقاطع فيديو بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت إنها للاشتباكات المسلحة التي وقعت في طوزخورماتو، وطاول الدمار عدداً من المنازل والمحال التجارية في المدينة. وأعلن قائمقام طوزخورماتو شلال عبدل صباح أمس، عن اتفاق هدنة جرى بين «البيشمركة» و «الحشد الشعبي» لوقف إطلاق النار، وأوضح أن «اتصالات هاتفية تمت مع منظمة بدر محور الشمال وفرع الطوز والعصائب إضافة إلى الشهيد الصدر فجر اليوم (أمس) تمخضت عن هدنة باتت سارية المفعول مع البيشمركة لغرض التهدئة». وأضاف أن «الأطراف التزمت بها حتى الآن وعم الهدوء بعد اشتباكات تطورت إلى استخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة في وسط طوزخورماتو»، وتابع أن «ستة جرحى من طرفي الحشد الشعبي والبيشمركة سقطوا في الاشتباكات». واندلعت الاشتباكات في طوزخورماتو بعد ساعات من التوتر الذي شهدته مدينة كركوك أول من أمس، إثر تقدم قوات مشتركة من الشرطة الاتحادية و «الحشد الشعبي» نحو معاقل قوات البيشمركة جنوبكركوك، في طريقها نحو آبار النفط في المدينة، لكنها توقفت إثر مناشدات وتحذيرات من حصول صدامات مسلحة مع البيشمركة التي انسحبت مسافة كيلومترين في تخوم كركوك. وانتهت ليلة أمس، المهلة التي حددتها قوات الأمن العراقية لقوات البيشمركة بالانسحاب إلى مواقعها قبل عام 2014 وسط حالة من الترقب من حصول توتر مشابه لما جرى في طوزخورماتو. وقال مسؤولون أكراد إن المهلة تقضي بانسحاب قوات البيشمركة إلى مواقعها قبل 6 حزيران (يونيو) 2014، وتسليم القواعد العسكرية والأمنية والمؤسسات النفطية إلى الحكومة الاتحادية. وقبل اندلاع الاشتباكات في طوزخورماتو بساعات أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس أن بلاده تراقب عن كثب التوتر بين السلطات العراقية والكردية حول محافظة كركوك وتعمل لضمان عدم تصاعده. وقال للصحافيين: «نعمل أيضاً على التأكد من منع أي احتمال لنشوب صراع (...) وأنه على رغم علمه بتحرك القوات فإنه لم يسمع عن نشوب أي قتال، ودعا الطرفين إلى التركيز على محاربة تنظيم داعش». إلى ذلك، دعا ائتلاف «الوطنية» بزعامة اياد علاوي جميع القوات العسكرية إلى الانسحاب إلى حدودها ما قبل حزيران 2014، وقال رئيس الكتلة النائب كاظم الشمري في بيان إنه «في الوقت الذي ندعو فيه جميع الأطراف في بغداد وأربيل لضبط النفس وعدم الانجرار إلى فتنة سيكون الخاسر الأول والأخير فيها الشعب العراقي بكل مكوناته، فإننا نؤكد ضرورة تبني لغة الحوار والاحتكام للدستور ووحدة العراق، لحل الخلافات بدل لغة السلاح والتهديدات المتبادلة بين الطرفين».