انهى الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل امس زيارته لسراييفو، حيث شارك في اللقاء الأوروبي حول موضوع «حوار الأديان»، تلبية لدعوة وجهها اليه وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني. وكان الجميل شارك في ندوة حول كتاب «أناضل فأنتصر» لرئيس الحزب الشعبي الأوروبي ويلفريد مارتينز، واعتبر أن «الوحدة هي السبيل الوحيد للوصول الى السلام»، ورأى أن «هناك تغييرات جذرية تشهدها المنطقة العربية»، لافتاً الى أن «المشهد اليوم مختلف عن السابق لأن هذه التغييرات أتت فجأة ولم تكن متوقعة، وهي تنطلق من الشعوب مباشرة، وهذه الشعوب تريد الحرية والديموقراطية، والمطلوب من اوروبا المساعدة في دعم هذه الحركات من اجل مستقبل أفضل لشعوب المنطقة ومن اجل السلام والإستقرار فيها». وأكد أن «الثورات في العالم العربي تستلهم ثورة الأرز في لبنان، حيث كان الشباب سباقين في المطالبة بحق تقرير مصيرهم وبالحرية والديموقراطية». كما شارك الجميل في اليوم الثاني للندوة في طاولة مستديرة حول «حوار الأديان» في القصر الرئاسي في البوسنة، وقال ان لبنان «يركز على ميثاق طائفي، وهو لا يمكن له أن يعرف الإستقرار ما لم تكن الطوائف فيه على اتفاق، فعندما تعيش هذه الطوائف بانسجام وتعاون فهي قادرة على إرساء السلام الإجتماعي والإستقرار، ولكن عندما تختلف في ما بينها على السيطرة على الدولة فإنها تطلق قوة للمواجهة ولنزاعات لا حد لها». واعتبر «ان العنف يشكل في بعض الأحيان سبباً للتعبئة، ونعرف من خلال التجارب كم ان الأديان مترابطة مع مسألة خوض الحروب». وبعد انتهاء اعمال الندوة، عقد الجميل وفراتيني مؤتمراً صحافياً في القصر الرئاسي. استعرض فراتيني خلاله «اليقظة الحاصلة في المنطقة العربية المطالبة بالحرية والديموقراطية»، ورأى أنه «يتوجب على الدول العربية والإتحاد الأوروبي والدول الأفريقية العمل سوية من أجل إيجاد حل للمشكلة القائمة في ليبيا». أما الجميل، فشدد على «ان لبنان ساحة حوار للأديان والحضارات منذ قرون عدة، ونريد ان نحافظ على التعايش السلمي ويمكننا المساعدة في حوار الثقافات، بالتعاون مع الأشخاص الذين هم على معرفة عميقة بالتجربة اللبنانية».