جال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أمس على كل من رؤساء الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ، وأعرب عن حرص بلاده على المصالحة واستمرارها في القيام بدورها في الجنوب، مشدداً على استئناف عملية السلام المرتكزة إلى اللجنة الرباعية والمبادرة العربية. في حين لفت سليمان الى «أهمية الموقف الأوروبي - الأميركي الموحد تجاه المبادرة العربية»، مطالباً ب «ممارسة ضغوط لإرغام إسرائيل على القبول بها». وتبلغ سليمان من فراتيني الذي زاره برفقة السفير الإيطالي غابريال كيكيا ووفد، دعماً أوروبياً وأميركياً موحداً وقوياً لمبادرة السلام العربية بكل مندرجاتها. وأشار فراتيني الى أن بلاده تولي «أهمية بالغة للمصالحات التي تمت والتي يمكن أن تتم على الصعيد العربي- العربي، والتي اضطلع الرئيس سليمان بدور بارز في تمهيد الطريق أمامها»، مؤكداً أن بلاده ستقوم بدورها كاملاً ضمن الاتحاد الأوروبي وكرئيسة لمجموعة الدول الثماني لعام 2009 في تقريب وجهات النظر بين كل الأفرقاء. كما شدد على «أن الموقف الأميركي ينسجم تماماً مع الموقف الأوروبي لجهة دعم المبادرة العربية للسلام، وفق ما أكده الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء القمة الأميركية - الأوروبية». وكشف أن «هذا الموقف الموحد سيتم إبلاغه الى الجانب الإسرائيلي خلال زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي للولايات المتحدة ودول اوروبية في أيار (مايو) المقبل». وشدد الوزير الإيطالي كذلك على أن بلاده «ستبقى الى جانب لبنان، في مختلف الميادين كما كانت دوماً، وهي تتابع مجريات الاستحقاق الانتخابي النيابي، بالنظر الى صداقتها مع كل الأفرقاء اللبنانيين». ولفت سليمان الى «أهمية هذا الموقف الأوروبي - الأميركي الموحد تجاه المبادرة العربية»، مشدداً على ضرورة «ممارسة ضغوط لإرغام إسرائيل على القبول بها، لأن المبادرة لن تبقى مطروحة للبحث فترة طويلة». وشكر سليمان لإيطاليا «مساعيها في هذا الاتجاه ودعمها المتواصل للبنان»، مؤكداً أن «لبنان أدى دوراً محورياً في المصالحات التي حصلت من جهة، وفي الإبقاء على المبادرة العربية على الطاولة من جهة ثانية، خصوصاً خلال القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الدوحة»، مؤكداً على «ضرورة مواصلة العمل من اجل تحقيق السلام العادل والدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط». واستقبل السنيورة فراتيني والوفد المرافق له في حضور رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر. وجرى عرض لكل الأوضاع اللبنانية والدولية وقضايا ثنائية، وخلال اللقاء عزى الرئيس السنيورة الوزير فراتيني بضحايا الزلزال الذي ضرب وسط ايطاليا. وعقد الجانبان مؤتمراً صحافياً. وأكد السنيورة «أهمية العلاقات الثنائية وضرورة تعزيزها أكان ذلك على الصعيد التجاري أو غيره». وأعلن فراتيني أن بلاده «تثق بانتخابات حرة وديموقراطية في لبنان وهي بانتظار النتائج التي ستنبثق منها حكومة لبنانية تكون قادرة على اتخاذ القرارات بسرعة وقوة وبطريقة فعالة جداً»، مؤكداً أن «استقلال لبنان وسيادته ليسا موضع جدل، لكننا نتطلع إلى سلام عادل وشامل ليس فقط على صعيد القضية الفلسطينية - الإسرائيلية وإنما على صعيد المنطقة». وأضاف: «كما نتطلع إلى تطبيع العلاقات بين سورية ولبنان وخصوصاً في ما يتعلق بترسيم الحدود والتعاون بين الدولتين من أجل منع عمليات التهريب عبر الحدود». وفي وزارة الخارجية، عقد صلوخ وفراتيني مؤتمراً صحافياً، أكد خلاله فراتيني أن بلاده «كونها بلداً صديقاً لإسرائيل تحرص على استئناف عملية السلام المرتكزة إلى أسس اللجنة الرباعية وإلى المبادرة العربية للسلام، وعلى قيام دولتين وشعبين حرين ومستقلين». وقدّم صلوخ التعازي الى نظيره الإيطالي بضحايا الزلزال، مشيراً الى أن البحث تناول «الوضع السياسي في لبنان في مرحلة ما بعد اتفاق الدوحة، وتطبيق القرار 1701، حيث ما زالت إسرائيل تمعن في خروقها»، معلناً أن «الجانب الإيطالي وعد ببذل الجهد من اجل التوصل الى حلول لهذه المسائل».