أعلن الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس اليوم (السبت)، ترشحه لولاية ثانية في الانتخابات التي ستجرى في كانون الثاني (يناير) المقبل، من أجل استكمال جهوده لإعادة توحيد الجزيرة المقسمة وتعزيز الانتعاش الاقتصادي. وقال اناستاسيادس في تجمع في نيقوسيا «مهما كانت الخلافات التي تفرقنا اليوم... من يخلفني في 2023، إذا جدد الشعب ولايتي، سيتولى (إدارة) دولة حرة وحديثة تلبي تماماً تطلعات شعبنا». وكان يتوقع ترشح اناستاسيادس المحافظ (71 عاماً) لولاية ثانية، على رغم فشله في التوصل إلى اتفاق سلام بعد انهيار المحادثات التي أجريت برعاية الأممالمتحدة في سويسرا في تموز (يوليو) الماضي. وقبرص التي تعدّ حوالى مليون نسمة، مقسمة منذ اجتاح الجيش التركي عام 1974 شطرها الشمالي، رداً على انقلاب دبره قوميون قبارصة يونانيون بهدف إلحاق الجزيرة باليونان. ومن المتوقع أن يركز اناستاسيادس في حملته على حشد التأييد لحل مشكلة الانقسام، معولاً على إنجازاته بانقاذ الاقتصاد القبرصي والقطاع المصرفي من الانهيار. وتعين على اناستاسيادس، الذي وصل إلى الرئاسة في آذار (مارس) 2013، التفاوض مع الجهات الدائنة الدولية على خطة إنقاذ لتفادي الإفلاس غيرت المسار الاقتصادي للجزيرة في أقل من أربع سنوات، بدعم من القطاع السياحي الذي سجل أرقاماً قياسية في أعداد السياح الوافدين. وأقرت مجموعة الجهات الدائنة (صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية) خطة انقاذ لقبرص في آذار 2013 لحماية القطاع المصرفي من الانهيار. وتعافى الاقتصاد القبرصي مذّاك مسجلاً نمواً أعلى من المعدل الإجمالي لمنطقة اليورو، في حين تتوقع نيقوسيا أن يسجل الاقتصاد في العام 2017 نمواً بنسبة 3,6 في المئة. وقال اناستاسيادس في خطاب اليوم «نجحنا في تحسين صورة جمهورية قبرص وكسب ثقة المستثمرين عبر تحقيق الاستقرار والنمو. اتخذنا خطوات كبيرة لتحديث الدولة». ولدى وصوله إلى الرئاسة أعاد اناستاسيادس إحياء مفاوضات السلام بتواصله مع الزعيم القبرصي التركي مصطفى أكنجي، إلا أن المفاوضات الشاقة التي استمرت سنتين عكرت العلاقات بينهما. واناستاسيادس محام فاز في الانتخابات الرئاسية عام 2013 على ستافروس مالاس المرشح الرئاسي المدعوم من «الحزب الشيوعي» بعد حملة شدد فيها على خطة لإنقاذ اقتصاد البلاد، وسيواجه المرشح ذاته في انتخابات عام 2018. وترشح أيضاً للمنصب نيكولاس بابادوبولوس، نجل الرئيس الراحل تاسوس بابادوبولوس. وانتقد كل من بابادوبولوس ومالاس طريقة تولي اناستاسيادس ملف النزاع في الجزيرة وبرنامج الاصلاحات الاقتصادية للحكومة. وتنظم الجولة الأولى من الانتخابات في 28 كانون الثاني (يناير) المقبل، فيما تجرى الجولة الفاصلة في الرابع من شباط (فبراير). ولا تجيز القوانين القبرصية أن يتولى رئيس مهماته لأكثر من ولايتين.