أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس أن اليوم الاحد هو يوم «حداد وطني» على ارواح القتلى الذين سقطوا في «مذبحة ساحة التغيير» امام جامعة صنعاء التي تعرض لها المعتصمون المطالبون بأسقاط النظام بعد صلاة الجمعة على ايدي مسلحين من أنصار الحزب الحاكم، والذي وصفهم اعلان الحداد ب»شهداء الديموقراطية». وكان اكثر من 45 شخصاُ قتلوا وجرح المئات في أعنف مشهد دموي في اليمن منذ اندلاع الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات في المدن والمحافظات اليمنية المطالبة برحيل الرئيس قبل نحو أربعة اسابيع. وجاء الاعلان الرئاسي مع ترحيب مصدر مسؤول في الرئاسة بوساطة السعودية ودول مجلس التعاون بين الأطراف السياسية في اليمن، مؤكدا أن تلك الوساطة مرحب بها على الدوام. وقال المصدر في تصريح بثته «وكالة الأنباء اليمنية» ان «من يقفون وراء الحادث المؤسف (اول من أمس) في حي جامعة صنعاء، كانوا يحاولون إفشال تلك الوساطة وإثناء الأشقاء في السعودية ودول مجلس التعاون عن الاستمرار في جهودهم الخيرة للوساطة وتقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية اليمنية لما يجنب اليمن الفتنة». وأشار المصدر إلى «أن هناك تواصلا مع الأشقاء في السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حول تلك الوساطة ولما فيه مصلحة اليمن والمنطقة». في الوقت نفسه صعدت أحزاب المعارضة في تحالف «اللقاء المشترك» اتهاماتها للرئيس وأفراد عائلته بارتكاب «المجزرة» وجرائم ضد الانسانية في مختلف المحافظات. واعتبرت «أن هذه الجرائم قضت على كل احتمالات التفاوض مع السلطة» لان الرئيس «فقد الشرعية، التي اسقطتها عنه وعن نظامه ثورة التغيير». وحمل مصدر أمني مسؤول القيادي المعارض الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر «مسؤولية الدماء التي سالت الجمعة في صنعاء وعدد من المحافظات مع ارتكابه أعمالاً خارجة على القانون وإنفاق الأموال للتحريض على العنف والفوضى والتخريب وزرع الفتنة». وأضاف المصدر «أن حميد الأحمر وعصابته يتحملان المسؤولية الكاملة عن تلك المجزرة التي ارتكبت في حي جامعة صنعاء وما نتج عنها من إزهاق للأرواح وسفك للدماء». وكان الغضب عم اليمن بعد احداث الجمعة وأعلن وزير السياحة نبيل الفقيه استقالته من منصبه وعضويته في الحزب الحاكم احتجاجاً. كما أعلن نصر طه مصطفى استقالته من رئاسة مجلس ادارة وكالة الانباء اليمنية، فسارع الرئيس الى تعيين رئيس الدائرة الاعلامية في الحزب الحاكم طارق الشامي خلفاً. كما استقال سفير اليمن في بيروت فيصل أبو راس للاسباب نفسها . واستقال ايضاً وزير الثقافة السابق خالد رويشان من الحزب الحاكم، وسمير اليوسفي رئيس مجلس ادارة «مؤسسة الجمهورية للصحافة والنشر» الحكومية من منصبه احتجاجاً. وابلغ وزير الخارجية أبو بكر القربى سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى اليمن «أن إعلان حالة الطوارئ يستهدف منع أي مظاهر مسلحة في عواصم المحافظات ووقف محاولات زعزعة الأمن والاستقرار بما يتيح للحكومة تحمل مسؤوليتها الكاملة في الحفاظ على سلامة المواطنين». وأوضح القربي «أن الرئيس شكل لجنة تحقيق محايدة في الحادث». ودعا «أحزاب المعارضة في اللقاء المشترك والشباب المعتصمين للمشاركة في لجنة التحقيق سعياً للكشف عن ملابسات هذا الحادث المأسوي». وشدد على أن الحكومة «ستتعامل بكل حزم ومسؤولية وستتخذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة ومعاقبة المتسببين في تلك الجريمة». وبحث نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي مع السفير الأميركي جيرالد فايرستاين التطورات والجوانب الأمنية والتعاون بين البلدين. وكان النائب العام اليمني عبدالله العلفي اعلن امس إنه «تم تكليف عدد من أعضاء النيابة العامة والاطباء الشرعيين بالانتقال إلى المستشفى الميداني جوار الجامعة لمعاينة المتوفين والمصابين»، في اطار التحقيق في أحداث الجمعة.