قرر الرئيس محمود عباس ايفاد وفد من حركة «فتح» الى قطاع غزة لترتيب زيارته للقطاع، ودعا قيادة حركة «حماس» في الضفة الغربية للقائه، فيما توجه أمس وفد من «فتح» الى القاهره للقاء القيادة المصرية والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لاطلاعهم على مبادرة عباس للمصالحة الوطنية. وقال الامين العام للجامعة العربية ل «الحياة» بعد انتهاء اجتماع الاسرة الدولية في شأن ليبيا في القصر الرئاسي في باريس، انه يؤيد مبادرة الرئيس عباس لزيارة غزة والبدء في محادثات تمهد لانهاء النزاع والاستيطان القائم. وأوضح: «سأكون سعيداً جداً حين ارى ابو مازن يزور غزة، وارى المسؤولين في غزة وحماس يستقبلونه بكل ترحاب، وأطالب كل الاطراف الفلسطينية كافة بأن تأخذ مبادرة المصالحة بجدية ومن دون مواربة لأننا في سباق مع الزمن». من جانبه، قال المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني نمر حماد لوكالة «فرانس برس» ان عباس كلّف وفداً التوجه الى غزة «لترتيب زيارته في سبيل متابعة تنفيذ مبادرته» لإنهاء الانقسام. واوضح ان الوفد «ليس سياسياً بل فني واداري لترتيبات توجه الرئيس الى غزة لممارسة مهامه في المدينة لانه رئيس الشعب الفلسطيني». واضاف ان عباس «اجرى اتصالات مع الاطراف العربية والاقليمية في شأن المبادرة التي اعلنها الاربعاء». وتابع: «تمت دعوة قيادات من حماس في الضفة للقاء الرئيس تمهيداً لذهابه إلى غزة وتحقيق الاهداف المرجوة من مبادرته»، موضحاً ان «اللقاء سيتم بعد ستة ايام، اي بعد عودة الرئيس من زيارته لموسكو». من جانبه، اعلن مسؤول ملف المصالحة عزام الاحمد لوكالة «فرانس برس» ان عباس كلفه رئاسة وفد «فتح» الذي توجه الى القاهره امس للقاء القيادة المصرية والامين العام للجامعة العربية لاطلاعهم على مبادرة عباس «وانها تنسجم مع الحوارات التي تمت في مصر والتي نتج عنها الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية، كما سنطلعهم على ان الرئيس عباس ممكن ان يتوجه الى غزة عبر معبر رفح». وقال ان الجامعة العربية والقيادة المصرية رحبتا بمبادرة عباس للتوجه الى غزة، مضيفا ان مبادرة عباس واضحة، وان «المجلس المركزي الفلسطيني اكد اليوم (الجمعة) على موافقة جميع الفصائل على المبادرة وترك النقاط العالقة لحوارات لاحقة بعد تشكيل حكومة توحد الوطن وفي ظل وحدة الوطن وانتهاء الانقسام الفلسطيني». لكنه شدد على ان تصريحات بعض الناطقين من حماس في شأن المبادرة «لا نعتبرها رداً وانما ننتظر رداً رسمياً من قيادة حماس وبشكل رسمي يصدر عنهم». وأكد: «كل شيء متوقف الآن على موافقة حماس، خصوصا انهم فهموا المبادرة جيدا وانه لن يكون هدف وجود الرئيس في غزة اجراء اي حوارات وانما هو خطوة عملية لانهاء الانقسام وفي اطار وجود الرئيس في وطنه لممارسة مهامه رئيساً للشعب الفلسطيني، وباعتبار غزة جزءاً اصيلا من الوطن الفلسطيني». وقال انه في حال موافقة «حماس»، سيرافق الرئيس وفد كبير من اعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة «فتح» وقادة الفصائل الفلسطينية. وقال مسؤول آخر فضل عدم كشف اسمه لوكالة «فرانس برس» ان عباس سيتوجه الى غزة من خلال معبر رفح «لان السلطة الفلسطينية تتخوف من وضع عراقيل اسرائيلية».