صعّدت طهران تهديداتها لواشنطن، إذ اعتبرت أن إدراجها «الحرس الثوري» الإيراني على لائحة التنظيمات الإرهابية سيجعل الولاياتالمتحدة «في خندق واحد مع الإرهابيين»، ملوّحة باتخاذ «تدابير مشابهة» ومتوعدة بتلقينها «دروساً جديدة». تزامن ذلك مع انتقاد الخارجية الروسية الخطوة الأميركية المحتملة، إذ قال مسؤول في الوزارة لوكالة «إنترفاكس» للأنباء: «نعتبر ذلك خطوة سلبية، ولا نعتقد بأن الحرس الثوري تنظيم إرهابي». واعتبر أن «ذلك يأتي في إطار نهج واشنطن لإلغاء الاتفاق النووي» المُبرم بين طهران والدول الست. ورأى الناطق باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت أن «على العالم والبشرية أن يثمّنا أداء الحرس في مكافحة الإرهاب، وأن يكونا ممتنّين لحربه على الإرهابيين، خصوصاً داعش». وزاد: «من هذا المنطلق، فإن أي دولة تريد اتخاذ موقف مشابه حيال الحرس، فستكون مشتركة مع الإرهابيين الدواعش، وستلتحق بصفوفهم. إذا أرادت أميركا تصنيف الحرس الثوري على أنه تنظيم إرهابي، فستجعل نفسها في خندق واحد مع الإرهابيين». وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حذر من أن إدارج «الحرس» على لائحة الإرهاب سيضع المسؤولين الأميركيين «في عزلة أكبر وسيزيد كراهية الإيرانيين إياهم». وأضاف بعد لقائه قائد «الحرس» الجنرال محمد علي جعفري: «الحرس مصدر فخر لبلادنا وهو ضامن أمننا واستمرار ثورتنا. إذا أقدمت أميركا على مثل هذا الخطأ الاستراتيجي، فستردّ إيران بقسوة في الوقت المناسب». أما جعفري فدعا ترامب إلى أن «يكون واثقاً من أن الحرس الثوري والحكومة ووزارة الخارجية في إيران موحّدون»، وزاد: «نحن على وفاق تام. هناك تنسيق بين كل مؤسسات البلاد في إعلان المواقف ضد الأعداء. تختلف اللهجة الديبلوماسية عن تلك العسكرية، لكن الهدف يبقى ذاته». واعتبر أن إيران «تحوّلت قوة إقليمية وعالمية كبرى»، واستدرك: «لا يمكن ادعاء تحقيق كل أهداف الثورة. يجب فصل إنجازاتها الداخلية والخارجية، والتأكد من توضيحها بصدق للشعب، وأن نبلغه ما هي الأهداف التي لم ننجزها. الشعب يحب النظام، على رغم إخفاقات تنفيذية». واعتبر علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، أن «تهديد أميركا الحرس ليس جديداً»، وزاد: «الأميركيون يدعمون داعش، وهذا سبب غضبهم من الحرس. لكنهم أصغر من أن يتمكنوا من إلحاق الضرر به. كل الخيارات مطروحة. مهما يفعلوا سنتخذ إجراءات مشابهة». وشدد على أن «الحرس ركيزة المنطقة ورمز المقاومة فيها، ولولاه لسيطر داعش على العراق وسورية». ورأى الناطق باسم القوات المسلحة الإيرانية الجنرال مسعود جزائري أن «العالم بدأ يضجر من سلوك أميركا»، معتبراً أن «الوقت حان لتلقينها دروساً جديدة». وأضاف: «يبدو أن إدارة ترامب لا تفهم سوى كلمات الوعيد والشتائم، وتحتاج إلى صعقات لتفهم المعنى الجديد للقوة في العالم. التصدي لاعتداءات أميركا بات محتوماً وولّى عهد هيمنتها في غرب آسيا». في نيويورك، أكد الدكتور خالد المنزلاوي، نائب المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأممالمتحدة، «ضرورة تطبيق آلية فعالة للتحقق من تنفيذ الاتفاق النووي والتفتيش والرقابة، وإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال، في حال انتهاك إيران التزاماتها بموجبه». وأعرب أمام اللجنة الأولى للجمعية العامة للمنظمة الدولية عن قلق بالغ «حيال استمرار إيران في إطلاق صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية»، مشدداً في الوقت ذاته على «الحق الأصيل لكل الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإجراءاتها وبإشرافها». على صعيد آخر، أكد الجنرال غلام علي أبو حمزه، وهو قائد فيلق في «الحرس الثوري»، اعتقال مهدي جهانكيري، شقيق النائب الأول للرئيس إسحق جهانكيري، «بصفته أحد جذور الفساد المالي». واتهمه ب «التهرب من سداد قروض مصرفية ضخمة»، وزاد: «بدل أن يستنكر إسحق جهانكيري تصرّفات شقيقه، يتحدث عن تصفية حسابات شخصية».