أنذر قائد «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال محمد علي جعفري، الولاياتالمتحدة بنقل قواعدها في المنطقة خارج مدى صواريخ بلاده إذا صنّفت «الحرس» تنظيماً إرهابياً، محذراً من أن تشديد واشنطن عقوباتها «سيبدّد أي فرصة» لحوار بين الجانبين. ويستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعلان «استراتيجية» جديدة للتعامل مع إيران، رداً على اختبارها صواريخ باليستية ودعمها «الإرهاب» و «تصديرها فوضى» في الشرق الأوسط. كما يُرجّح أن يعلن ترامب أن الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست، لا يخدم مصلحة الولاياتالمتحدة، وأن «يسحب الإقرار» به، من دون الانسحاب منه، وأن يُدرج «الحرس الثوري» على لائحة التنظيمات الإرهابية. واعتبر الرئيس الأميركي أن إيران «لاعب سيئ وسيتمّ الاهتمام به». وتوقّع وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، أن «يندّد» ترامب بالاتفاق، متسائلاً: «ما الذي سنكسبه من معاملة إيران بطريقة ستدفعها إلى تطوير سلاح ذري في نهاية المطاف؟»، ولفت إلى أن ترامب يعتبر «العالم حلبة وميدان مواجهة الغلبة فيه للأقوى»، وزاد: «هذا يعني إبدال سيادة القانون بشريعة الغاب، وهذا يشكّل خطراً كبيراً، إذ إن العالم سيتغيّر إذا اختارت الولاياتالمتحدة هذا النهج». وتطرّق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الى «الاستراتيجية» التي سيعلنها ترامب، مشيراً إلى أن بلاده «تواصل سياساتها في المنطقة في شكل مستقلّ عن تبجّحات الآخرين، وستردّ بما يليق في الوقت المناسب». وذكّر علي أكبر ولايتي، مستشار السياسة الخارجية لمرشد الجمهورية في إيران علي خامنئي، بأن «الحرس الثوري يحمل مسؤولية الدفاع عن حدود البلاد والثورة»، مشيراً إلى «مساندته أصدقاء (طهران) في المنطقة». وأضاف: «لولا (نشاطاته) لأُطيح بحكومتَي العراق وسورية، ولحَكَمَ عملاء الأميركيين والدواعش بغداد ودمشق». أما جعفري فنبّه إلى أن تشديد واشنطن عقوبات على طهران سيحتّم عليها «نقل قواعدها في المنطقة خارج مدى الصواريخ الإيرانية الذي يبلغ 2000 كيلومتر». وأضاف خلال اجتماع ل «المجلس الاستراتيجي» ل «الحرس الثوري»: «إذا صحّت أنباء عن حماقة الإدارة الأميركية في ما يتعلّق بتصنيف الحرس تنظيماً إرهابياً، فسيعتبر الحرس الجيش الأميركي في كل العالم، لا سيّما في الشرق الأوسط، في المتراس ذاته مع داعش». وحذر من أن العقوبات الأميركية الجديدة «ستبدّد إلى الأبد أي فرصة» لحوار بين طهرانوواشنطن، وتابع: «على الأميركيين أن يدركوا أن إيران ستعتبر السلوك الأحمق لإدارة ترامب في ما يتعلّق بالاتفاق النووي فرصة للمضيّ في برامجها الصاروخية والإقليمية والدفاعية التقليدية». وزاد أن إيران «تعتزم تسوية ملفات المنطقة في مكان غير طاولة المفاوضات، ولن يكون هناك كلام للتفاوض ولا طرف تتفاوض معه». على صعيد آخر، أكد الناطق باسم القضاء الإيراني غلام حسين محسني إيجئي، حكماً بالسجن 5 سنوات على عبد الرسول درّي أصفهاني، بعد إدانته ب «التجسس وتقديم معلومات لأجانب»، علماً أنه كان مسؤولاً عن الشؤون المصرفية في الوفد الذي أجرى مفاوضات مع الدول الست أفضت إلى إبرام الاتفاق النووي عام 2015. وأشار إلى أن درّي أصفهاني يحمل جنسيتَي إيران وكندا، مضيفاً أنه كان «مرتبطاً بجهازَي تجسس». وتابع أنه مُتهم أيضاً ب «ملف فساد مالي»، مستدركاً أن «لائحة الاتهام في هذا الصدد لم تصدر بعد».