طوكيو، فيينا، واشنطن – رويترز، أ ف ب – لم يشهد الوضع الميداني تدهوراً كبيراً في محطة فوكوشيما النووية التي أصيبت بأضرار هائلة بتأثير الزلزال المدمر (9 درجات) الذي ضرب اليابان الجمعة الماضي، كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكن المدير العام للوكالة يوكيا امانو وصف الوضع بأنه «لا يزال خطراً جداً»، قبل توجهه مع مجموعة خبراء الى اليابان. في الوقت ذاته، قررت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إرسال فريق يضم تسعة متخصصين في التعامل مع الأخطار البيولوجية والنووية، لتقديم المشورة الى الجيش الياباني. وعلى رغم تأكيد علماء أن جرعات إشعاعات محطة فوكوشيما باتت «مميتة»، واصلت شركة «طوكيو إلكتريك باور» (تيبكو) المشغلة للمحطة جهودها لتبريد المفاعلات المتضررة، خصوصاً المفاعل الرقم 4 «الأكثر سخونة». ورصِد تحرك إشعاع منخفض المستوى شرقاً من المحطة في اتجاه أميركا الشمالية، ما حتّم شروع السلطات الأميركية في فحص مستويات الإشعاع لدى المسافرين والبضائع الآتية من اليابان. وفي كوريا الجنوبية، كشفت سلطات مطار اينشيون مستويات إشعاع مرتفعة لدى ثلاثة ركاب آتين من اليابان، أحدهم في الخمسينات من العمر، يُعتقد أنه عاش في فوكوشيما، لكنها لم تحتجزهم «لأن هذه المستويات لا تهدد الصحة العامة». وأعلنت المؤسسة الفرنسية للحماية النووية ان الساعات ال 48 المقبلة حاسمة، في وقت تزايد عدد الدول التي طالبت رعاياها بالابتعاد من منطقة الخطر، والتي حددها رئيس لجنة تنظيم الطاقة النووية في الولاياتالمتحدة غريغوري جاكزكو بمحيط 80 كيلومتراً حول محطة فوكوشيما، أي بزيادة 60 كيلومتراً عن دائرة الإجلاء الحالية. ونصحت تلك الدول رعاياها بمغادرة طوكيو التي تبعد 380 كيلومتراً من المحطة، واتخذت إجراءات ميدانية لإعادتهم الى بلادهم، مع تزايد أخطار التسرب الإشعاعي، والظروف الصعبة التي يواجهها أكثر من نصف مليون نازح من المناطق، وأهمها النقص في إمدادات المياه والطاقة. ورفعت الشرطة اليابانية الحصيلة الرسمية للقتلى والمفقودين الى 14650.