طوكيو، سيول، واشنطن، باريس - أ ف ب، رويترز - حاولت السلطات اليابانية أمس، ملء احواض المفاعلات المتضررة في محطة فوكوشيما دايتشي (شمال شرق) بمياه نقلتها مروحيات، بهدف تبريدها وتجنُّب توليدها اشعاعات يقول خبراء وعلماء إنها قد توازي كارثة تشرنوبيل النووية في اوكرانيا عام 1986. كذلك حاول عمال شركة «طوكيو الكتريك باور»، بمساعدة رجال اطفاء وشرطيين، الوصول الى الخزانات باستخدام صهريج مزود مضخةَ مياه، وإعادة التغذية الكهربائية الى المحطة، لاستئناف تشغيل انظمة التبريد التي تعطلت بعد الزلزال بقوة 9 درجات الذي ضرب اليابان الجمعة الماضي وتلته موجات مد بحري (تسونامي). وأعلنت المؤسسة الفرنسية للحماية النووية، ان الساعات ال48 المقبلة ستكون حاسمة، في وقت تزايد عدد الدول التي طلبت من رعاياها الابتعاد عن منطقة الخطر، وحتى عن العاصمة طوكيو التي تبعد 380 كيلومتراً من محطة فوكوشيما. واقترح الرئيس الأميركي باراك اوباما إرسال مزيد من الخبراء النوويين الى اليابان، وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية ان طائرة بلا طيار ستحلق على مستوى مرتفع فوق المحطة لتقويم الوضع، علماً ان صوراً حديثة للمحطة النووية أظهرت أضراراً كبيرة بمباني المفاعلات بعد عدة انفجارات. وحذَّر رئيس لجنة تنظيم الطاقة النووية في الولاياتالمتحدة غريغوري جاكزكو، من الارتفاع الشديد في مستويات الإشعاع حول محطة فوكوشيما، ودعا إلى إجلاء الناس إلى محيط 80 كيلومتراً بعيداً من المحطة، أي بزيادة 60 كيلومتراً عن دائرة الإجلاء الحالية. وأوضح ان مستويات الإشعاع في المفاعل رقم 4 «عالية جداً»، ما سيؤثر على القدرة على اتخاذ إجراءات تصحيحية، «إذ يصعب اقتراب عمال الطوارئ من المفاعلات، لأن الجرعات التي قد يتعرضون لها لفترة قصيرة جداً قد تكون مميتة». كذلك، عرضت روسيا مساعدة اليابان في إخماد الحرائق في محطة فوكوشيما، في وقت صرح الرئيس ديمتري مدفيديف بأن «ما حصل في اليابان كارثة وطنية هائلة». وكانت روسيا واجهت صيف 2010 حرائق غابات هائلة بسبب موجة جفاف وحر غير مسبوقة اجتاحت اكثر من مليون هكتار من الاراضي، ودمرت قرى بكاملها وأسفرت عن حوالى 60 قتيلاً. وهددت هذه الحرائق بضع منشآت نووية، بينها المحطة الروسية الرئيسية لإعادة معالجة النفايات النووية وتخزينها «ماياك» في الاورال التي تبعد ألفي كيلومتر من موسكو. وفي كوريا الجنوبية، رصدت سلطات الملاحة الجوية في مطار اينشيون الرئيسي مستويات مرتفعة من الإشعاع لدى ثلاثة ركاب قادمين من اليابان، احدهم في الخمسينات من العمر يعتقد بأنه عاش في فوكوشيما، وفاقت واحد مايكروسيفرت، ما يمثل أضعاف المستوى الطبيعي، وهو 300 نانوسيفرت. لكنها لم تحتجز الاشخاص الثلاثة، «لأن هذه المستويات لا تهدد الصحة العامة». أخطار متفاقمة وأعلن خبراء في قطاع الصحة، أن الذعر من التسرب الإشعاعي يصرف الأنظار عن الاخطار التي تهدد حياة أكثر من نصف مليون نازح من الزلزال و«التسونامي»، مثل البرد وتساقط الثلوج الكثيفة على أجزاء من البلاد وصعوبة الحصول على مياه للشرب. وتحدثت تقارير عن نقص في إمدادات المياه وزيت التدفئة في مراكز الإيواء ال2700 شرق اليابان، الذي يواجه احتمال انقطاع الكهرباء على نطاق واسع في حال عدم اقتصاد استخدام الطاقة. وطالبت اليابان إندونيسيا بزيادة إمدادات الغاز الطبيعي المُسال والنفط. وأبدت رابطة الفحم الاندونيسية استعدادها لتقديمها كميات من هذه المادة. ولفت اعلان رئيس رابطة البترول اليابانية أنه يصعب بناء بلاده محطات نووية جديدة، وأن عليها أن تسعى الى توفير إمدادات مستقرة من الفحم والغاز الطبيعي المسال والنفط. الى ذلك، رفعت الشرطة اليابانية الحصيلة الرسمية للقتلى والمفقودين الى 14650.