يُنتظر أن يلعب برنامج «المؤتمر الإستراتيجي لمعرض أبوظبي الدولي للبترول ومؤتمره» (أديبك)، الذي شهد إعادة هيكلة شاملة وتوسيع كبيرة ليشمل التخصصات الرئيسة والفرعية في قطاع الطاقة، دوراً حيوياً في دفع القرارات الاستثمارية الإستراتيجية على امتداد سلسلة القيمة في القطاع، وفقاً لما أعلن المنظمون أمس. ويُعقد «أديبك» برعاية رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بين 13 و16 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في «مركز أبوظبي الوطني للمعارض»، ويُعتبر أحد أبرز فعاليات النفط والغاز في العالم، والأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. ويبرز الاستثمار في تكرير النفط وبيع مشتقاته، مثل الوقود والمواد البلاستيك والبتروكيماويات، أحد أهم المجالات الرئيسة التي تركز عليها إستراتيجية عمليات شركات النفط الوطنية في الشرق الأوسط التي تستهدف زيادة القيمة من المنتجات المعالجة التي تحصل عليها من مواردها الطبيعية». وستُعاد هيكلة برنامج مؤتمر «أديبك» الإستراتيجي للعام الحالي ليعكس هذا التغير الجديد، كما يراعي برنامج المؤتمر الموسّع طبيعة المشاركين الذين يمثلون نخبة من شاغلي المناصب الرفيعة، من بينهم عدد من الرؤساء التنفيذيين لأكبر شركات النفط والغاز تأثيراً في العالم، يديرون عمليات ونشاطات في كل مجالات قطاع النفط والغاز، بدءاً من التنقيب والاستخراج ومروراً بالنقل وانتهاءً بالتكرير والصناعات البتروكيماوية. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «الياسات للعمليات البترولية المحدودة» رئيس «معرض ومؤتمر أديبك 2017» علي خليفة الشامسي، إن «أديبك يهدف إلى أن يكون قوة مستقطبة وجامعة لكل الأطراف الفاعلة في قطاع النفط والغاز العالمي، وأرضية يُرسي عليها كبار المديرين والرؤساء التنفيذيين في القطاع اتجاهاتهم الإستراتيجية». وأضاف: «على رغم أن الاستكشاف والإنتاج والتصدير تبقى مجالات الأعمال التجارية الأساس لشركات النفط الوطنية في المنطقة، إلاّ أن النماذج التجارية باتت اليوم تضع في الاعتبار عند بنائها ما هو أبعد من تلك المجالات، لتشمل الاستثمارات في مجال التكرير والعمليات التي تحقّق قيمة مضافة تزيد المنافع التجارية، ويحرص أديبك على دفع هذا التطور وتعزيزه». ويتضمن البرنامج الإستراتيجي لمؤتمر «أديبك» جلسات وزارية وأخرى لقادة الأعمال العالميين، تتيح حوارات ومقابلات مع عدد من كبار صانعي القرار في الحكومة والشركات ممن يرسمون ملامح مستقبل قطاع النفط والغاز. ويستضيف برنامج قادة الأعمال العالميين ضمن المؤتمر 4 جلسات إضافية متخصصة في مجال تكرير النفط ومعالجة الغاز، وهو المجال المعروف باسم «صناعات المصبّ»، والتي يدور فيها الحوار حول العمليات ذات القيمة المضافة. وتتيح جلسات متخصصة أخرى في إطار برنامج المؤتمر تبادل المعرفة في مجالات مثل الأمن والقطاع البحري والملاحي، فضلاً عن دور المرأة في قطاع الطاقة. ويهدف نهج الأعمال الجديد إلى زيادة القيمة من كل برميل تنتجه شركات النفط الوطنية عبر تحقيق إيرادات إضافية من كل مستويات عمليات التكرير والتوزيع والمبيعات. ويمكن الاستثمارات التي تُضخ على امتداد سلسلة القيمة أن تحدّ من أثر التقلّبات في أسعار النفط والغاز، إذ يترك صعود الأسواق أو تراجعها تأثيرات متفاوتة في كل مستوى من مستويات القطاع. وأظهرت دراسة تحليلية أجرتها مجموعة «بوسطن» الاستشارية، أن انخفاض أسعار النفط الخام سيخفض في كثير من الأحيان أرباح عمليات الاستكشاف والإنتاج، ولكنه سيزيد في الوقت ذاته الأرباح في اتجاه العمليات المرتبطة بمجالات المصب، إذ كلما أصبحت المدخلات أرخص ارتفع الطلب من المشترين. وعندما شهدت أسعار النفط انخفاضاً حاداً خلال عام 2014، ارتفعت هوامش الأرباح في مراكز التكرير الأوروبية والآسيوية الكبرى نحو 72 في المئة في روتردام و57 في المئة في سنغافورة، وفي المقابل فإن ارتفاع أسعار النفط الخام ينقل التوازن إلى الجهة المعاكسة.