هلُموا إلى مغامرة طائرة بكل ما في الكلمة من معنى. نعم يمكنكم ذلك عبر طائرة شراعية تجوب فوق الجبل الأخضر... ثم البحر الأزرق في لبنان. «سياحة طائرة» ترتفع بك من عل، في منطقة غوسطا القريبة من حريصا الجبيلة، انحداراً إلى خليج جونيه الذائع الصيت في منطقة كسروان، والذي يعتبر من أجمل خلجان العالم العربي، أو في منطقة بشري الجبلية التي تغمرها الثلوج في فصل الشتاء، حيث تتهادى الطائرات الشراعية فوق أعلى جبال لبنان وصولاً إلى القرنة السوداء التي تعلو 3093 متراً عن سطح البحر. الفضل في جعل هذه السياحة الرياضية معروفة في لبنان والعالم العربي يعود للمدرب اللبناني العالمي رجا سعادة، الذي أنشأ منذ أوائل الثمانينات أول نادٍ من نوعه. وهو استقدم هذه الرياضة السياحية البيئية الجديدة من جبال الألب الفرنسية إلى لبنان، واتخذ في بداية مسيرته من منطقة بشري مركزاً لناديه ومدرسته التي تعلّم الراغبين «قيادة» هذه الطائرات الفريدة وتمنحهم شهادة دولية يمكن استخدامها في مختلف دول العالم. يقول سعادة: «حملتُ الفكرة الأساسية للمشروع من فرنسا حيث كنت أمارس هذه الرياضة في جبال الألب، وأملك محلاً هناك لبيع هذه المظلات. ثم انتقلت إلى لبنان وأسستُ النادي والمدرسة. ويمكن أي سائح أو زائر يود التحليق معنا أن يقصد محلنا في عجلتون أو مقرّ النادي في الأرز ليحظى بجولة جوية رائعة». ويتابع قائلاً: «الإقبال على ممارسة هذه الرياضة ينحو منحى المغامرة بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى، فضلاً عن كونها رحلة سياحية جديدة من نوعها يقبل عليها اللبنانيون والأشقاء العرب بكلّ شغف وحماسة». الطيران الشراعي هو أحد أنواع الطيران الرياضي الخفيف، ويعتبر أبسط أنواع الطيران وأسهلها تعلماً. وفي هذا النمط من الطيران يتم الاعتماد على المظلة الشراعية (Parachute) كي تقوم بعملية الرفع والطيران، وتصبح المظلة الشراعية في هذه الحالة هي الجناح للطائرة. تقسم هذه الرياضة إلى ثلاثة أقسام: الطيران الشراعي الحر، طيران شراعي بمحرك (باراموت)، وأخيراً هناك النوع الذي لا يوجد منه في لبنان وهو «باور باراشوت»، الذي يعتمد على مروحيات أو عربات لإطلاقه. ويوضح سعادة: «هذه الرياضة رحلة سياحية جديدة من نوعها يقبل عليها الشباب من عمر 15 عاماً بكلّ شغف وحماسة، ويحصلون في نهاية التدريب على شهادة دولية خاصة». أمّا عن هواجس بعضهم من أخطار هذه الرياضة فيطمئن المدرب العالمي إلى «أن سبل الأمان فيها عديدة، فهذه الطائرات من صنع ألمانياوفرنسا، وبعضها من صنع كوريا والصين. ويقوم المصنّعون بتجربتها ولكل طائرة شهادة ممهورة عليها تشهد أنها قطعت الاختبار والتجربة». ويضيف: «هنالك أنواع منها ولدينا طائرات للمبتدئين وأخرى للمحترفين وللمسافات البعيدة. والجدير ذكره أن لكل وزن طائرة خاصة به، ومعظم ما لدينا يمكنه أن يحمل شخصين. وفضلاً عن المتعة الرياضية والمغامرات، يُقبل الكثيرون على الطيران مع المدرب لمجرد الفضول والشغف، وأيضاً التمتع بالمناظر الجوية جبلاً وساحلاً، حيث يمكن لمن يرغب بذلك التوجه إلى غوسطا أو قناة باكيش أو فاريا (جبل لبنان) أو إلى منطقة أرز بشري (شمال لبنان)، وهي من الأماكن التي حددتها السلطات اللبنانية لهذا النوع من المظلات». شبان وكبار، رجال ونساء يقبلون على هذه المغامرة المميزة، منهم من يسعى إلى تجربة هذا النشاط المميز والحصول على صور له فوق الجبال والبحر، حيث يؤمن النادي التصوير لمن يشاء عبر كاميرا موجودة في خوذة المدرب المرافق. أما بعضهم الآخر فيتدرب ليصبح بإمكانه الطيران بنفسه، ما يؤهله بعد الحصول على شهادة النادي لشراء طائرة – مظلة خاصة به يطير بها وفق تعليمات النادي وشرط الوزارات المعنية من الداخلية إلى النقل والبيئة... وطبعاً بموافقة القوى الأمنية اللبنانية. بالإضافة إلى طائرات المظلات التي تلقى رواجاً سياحياً هاماً في لبنان، استقدم سعادة منطاداً سياحياً، وارتياده لا يقلّ حماسةً عن الطائرات المذكورة، ويمكن لمن يشاء التنسيق مع مدير النادي لتجربته.