إنها الذكرى العشرين بعد المئة على ولادته....كان من أكثر الشخصيات السياسية تأثيراً في القرن العشرين،تمكّن بفعل دهائه وحنكته من انتشال ألمانيا من ديون الحرب العالمية الأولى، وأسهمت سياسته التوسعية في توريط العالم بحرب عالمية ثانية، ودمار أوروبا بعد ما أشعل فتيلها بغزوه بولندة.مر على رحيله أربعة وستون عاماً،اختلف كثيرون في طريقة موته فالبعض قال إنه هرب وعشيقته ايفا براون إلى ملجأهم المحصن في برلين بينما كانت العاصمة الألمانية غارقة في بحر من الخراب والدمار , وقيل إنه انتحر عبر تناوله السيانيد وإطلاق النار على نفسه بعد هزيمته في 30 أبريل عام 1945. ولكن هذه الطريقة المزدوجة في الانتحار والظروف الأخرى التي أحاطت بالحادثة شجعت البعض على إطلاق الاشاعات أنه لم ينتحر وأنه عاش حتى نهاية الحرب العالمية الثانية مع الاختلاف حول ما حدث لجثته. إنه بلا شك...ذاك الزعيم الألماني، أدولف هتلر ... (20 أبريل 1889 إلى 30 أبريل 1945)، صاحب المقولة الشهيرة «تركت لكم بعض اليهود لتعرفوا لماذا كنت أقتلهم و أعذبهم أشد العذاب « كان والده ألويس موظفاً في الجمارك أما والدته كلارا بولزل فكانت زوجة ألويس الثالثة. وكان له 5 أشقاء وشقيقات ولم تكتب الحياة من بين الستة إلا لأدولف وشقيقته «بولا». كان هتلر مولعاً بوالدته وشديد الخلاف مع أبيه ، وقد ذكر في كتابه «كفاحي» ان والده كان يعارض بشدة انخراطه في مدرسة الفنون الجميلة إذ كان يتمنى على ابنه أن يصبح موظفاً في القطاع العام. فشل هتلر في نيل شهادة التخرج الثانوية لكنه كان مؤمناً ان ذلك لن يحول بينه وبين دخوله مدرسة الهندسة المعمارية. تأثر هتلر كثيراً بالمحاضرات التي كان يلقيها البروفسور «ليبولد بوتش» الممجدة للقومية الألمانية...بات هتلر في الثمانية عشرة من عمره بلا معيل وقرر الرحيل إثر وفاة والده إلى فيينا آملا أن يصبح رساماً. فعكف على رسم المناظر الطبيعية والبيوت مقابل أجر يسير وكانت الحكومة تصرف له راتباً آنذاك، وتم رفضه من قبل مدرسة فيينا للفنون الجميلة مرتين فتوقفت الحكومة عن إعانته.وفي فيينا،اختلط هتلر باليهود ودرس عن قرب أساليبهم مما أدى إلى تنامي الحقد والكراهية لهم . فدوّن هتلر في مذكّراته مقدار مقته وامتعاضه من الوجود اليهودي الصهيوني . وفي العام 1913، انتقل أدولف إلى مدينة ميونخ وباندلاع الحرب العالمية الأولى، تطوع الرجل في صفوف الجيش البافاري وصعق أيما صعقة عندما استسلم الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى لاعتقاده باستحالة هزيمة هذا الجيش وألقى باللائمة على الساسة المدنيين في تكبد الهزيمة. وفي سبتمبر 1919، التحق هتلر بحزب «العمال الألمان الوطني» وفي مذكرة كتبها لرئيسه في الحزب قال فيها «يجب أن نقضي على الحقوق المتاحة لليهود بصورة قانونية مما سيؤدّي إلى إزالتهم من حولنا بلا رجعة». وفي العام 1920، تم تسريح هتلر من الجيش وتفرغ للعمل الحزبي بصورة تامّة إلى أن تزعم الحزب وغير اسمه إلى حزب «العمال الألمان الاشتراكي الوطني» أو «نازي» بصورة مختصرة. واتخذ الحزب الصليب المعقوف شعاراً له وتبنّى التحية الرومانية التي تتمثل في مد الذراع إلى الأمام.بتبوء هتلر أعلى المراتب السياسية في ألمانيا، عمل الرجل على كسب الود الشعبي الألماني من خلال وسائل الإعلام التي كانت تحت السيطرة المباشرة للحزب النازي الحاكم ،وعمد هتلر إلى تصفيات سياسية للأصوات التي تخالفه الرأي ودمج مهمّاته السياسية كمستشار لألمانيا ورئيس الدولة وتمت المصادقة عليه من قبل برلمان جمهورية فايمار.وشهدت فترة حكم الحزب النازي لألمانيا انتعاشاً اقتصادياً منقطع النظير، وانتعشت الصناعة الألمانية انتعاشاً لم يترك مواطناً ألمانيا بلا عمل. وفي العام 1935ندم اليهود أيما ندم لعدم مغادرتهم ألمانيا عندما صدر قانون يحرم أي يهودي ألماني حق المواطنة الألمانية فضلاً عن فصلهم من أعمالهم الحكومية ومحالّهم التجارية. وتحتّم على كل يهودي ارتداء نجمة صفراء على ملابسه وغادر 180 ألف يهودي ألمانيا جرّاء هذه الإجراءات.وشرع هتلر في إبادة اليهود، ولم يترك الا القليل منهم.وفي مارس 1935، تنصّل هتلر من «معاهدة فيرساي» التي حسمت الحرب العالمية الأولى وعمل على إحياء العمل بالتجنيد الإلزامي وفي 25 أكتوبر 1937، تحالف هتلر مع الزعيم الإيطالي الفاشي موسوليني واتسع التحالف ليشمل اليابان، هنغاريا، رومانيا، وبلغاريا بما يعرف بحلفاء المحور. وفي 5 نوفمبر 1937، عقد هتلر اجتماعاً سريّاً في مستشارية الرايخ وأفصح عن خطّته السرية في توسيع رقعة الأمة الألمانية الجغرافية. انتهز هتلر الخلاف الغربي مع الاتحاد االسوفياتي وأبرم معاهدة «عدم اعتداء» بين ألمانيا مع ستالين في 23 اغسطس 1939، وعقب غزوه بولندة لم يجد الإنكليز والفرنسيون بديلآ من إعلان الحرب على ألمانيا، ثم هاجم هتلر الاتحاد السوفياتي لينقض بهذا العمل اتفاقية عدم الاعتداء مما دفع بالاتحاد السوفياتي إلى الانضمام إلى الطرف الآخر ومحاربة ألمانيا التي منيت بهزيمة فادحة