وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالعمل على استضافة الاجتماع المقبل لمجموعة «روسيا– العالم الإسلامي» في السعودية. ودعا خلال تسلمه شهادة دكتوراه فخرية من معهد العلاقات الدولية أمس، إلى «تعزيز الحوار ومدّ جسور التواصل والتعاون بين روسيا والمملكة، بما يخدم شعبينا». وخلال اجتماع خادم الحرمين في مقر إقامته في العاصمة الروسية برؤساء الجمهوريات الروسية ذات الغالبية السكانية المسلمة، تركز البحث على تعزيز أواصر التعاون والحوار بين روسيا والعالم الإسلامي. ورحّب الملك سلمان باقتراح رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف استضافة المملكة الاجتماع المقبل لمجموعة «روسيا- العالم الإسلامي» التي يرأسها مينيخانوف وتركز نشاطها على وضع «رؤية استراتيجية» للتقارب بين روسيا والعالم الإسلامي. وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس تتارستان، بأن مينيخانوف أطلع الملك سلمان على نشاط الفريق والمسائل التي يعمل عليها. وزاد أن خادم الحرمين الشريفين «رحّب بالفكرة وأعطى الأوامر المناسبة». وكانت مجموعة «روسيا- العالم الإسلامي: حوار استراتيجي» أُسّست عام 2006، بمبادرة من رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف، ولعبت دوراً مهماً في تنشيط الاتصالات الروسية مع العالمين العربي والإسلامي، وساهمت في انضمام روسيا إلى منظمة التعاون الإسلامي بصفة مراقب. واختتم الملك سلمان أمس زيارته موسكو، بزيارة معهد العلاقات الدولية، أبرز المعاهد التي تخرّج الكوادر الديبلوماسية في روسيا. وأجريت خلال الزيارة مراسم منح خادم الحرمين شهادة دكتوراه فخرية، بحضور وزيرة التعليم الروسية أولغا فاسيلييفا ورئيس المعهد أناتولي توركونوف، الذي شدد على الارتياح الكبير في روسيا لنتائج زيارة الملك سلمان، مشيراً إلى أن المعهد «يتشرف بتقديم شهادة الدكتوراه الفخرية لخادم الحرمين، الذي يلعب دوراً مهماً في تعزيز السلام والاستقرار في العالم». ومازح الملك سلمان الحاضرين بعبارة «أنا الآن الدكتور سلمان». وشكر معهد العلاقات الدولية الذي وصفه بأنه «يمثل عنواناً للتعاون في مجال التطوير العلمي والفكر، لتعزيز لغة الحوار بين الحضارات». وأضاف الملك سلمان: «إنني من هذا المنبر، أدعو الجامعات ومراكز العلم والفكر في البلدين الصديقين لمد جسور التواصل والتعاون لتعزيز لغة الحوار الهادف وتعميق نشر المعرفة بما يخدم شعبينا». إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن تعميق التعاون بين روسيا والسعودية، بما في ذلك في المجال العسكري التقني، يعد مؤشراً إلى تزايد مستويات الثقة بين البلدين. وأعرب في حديث مع الصحافيين أمس، عن الثقة بأن «مصلحتنا المشتركة تكمن في تعميق وتوسيع التعاون في المجال العسكري، كما في كل المجالات الأخرى، لأنه أمر مؤشر إلى مستوى الثقة المتزايدة بين بلدينا».