واجهت حكومة اليابان بعد خمسة أيام على الزلزال المدمر الذي ضرب أراضيها بقوة 9 درجات، أخطاراً متفاقمة لتسربات إشعاعية من محطة فوكوشيما دايتشي المتضررة، والتي انفجر أربعة من مفاعلاتها. وأكدت الحكومة أن مستويات الإشعاع المسجلة «يمكن ان تؤثر على صحة البشر»، ما يزيد المخاوف من تلوث إشعاعي في الأرخبيل وبلدان مجاورة مثل روسيا والصين. وأقر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه بأن «الخطر مرتفع جداً»، معلناً ان مجموعة الدول الثماني التي اجتمع وزراء خارجيتها في باريس أمس، معبأة بالكامل لتلبية احتياجات اليابان، ومساعدتها في مواجهة الكارثة الرهيبة التي ضربت أراضيها. وتضاربت المعلومات حول وضع المفاعل الرقم 2 في محطة فوكوشيما دايتشي، إذ أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو حدوث «ضرر محدود لم يتجاوز 5 في المئة» في قلب المفاعل، لافتاً الى ان الوضع يختلف عن كارثة مفاعل تشيرنوبل في أوكرانيا العام 1976، والتي اعتبرت الأخطر في التاريخ. لكن رئيس هيئة السلامة النووية الفرنسية اندريه كلود لاكوست أعلن أن حجرة المفاعل الرقم 2 «لم تعد عازلة»، وزاد: «نتجه الى كارثة نووية». وأكد علماء أميركيون «استحالة» إصلاح أعطال أنظمة التبريد في المحطة النووية، متوقعين انتقال سحابة إشعاعية كبيرة مئات الكيلومترات، في وقت أعلنت البحرية الأميركية التي تنشر أسطولها في المحيط الهادئ رصد إصابة موظفين عسكريين بمستويات إشعاع متدنية. وسجلت مستويات إشعاع عالية في مدينتي مايباشي وتشيبا القريبتين من طوكيو التي سجلت كذلك ارتفاعاً اقل في مستوى الإشعاع، ما دفع السكان الى التهافت على شراء أدوية مضادة للإشعاعات النووية، وتخزين مواد غذائية وإمدادات خوفاً من إجبارهم على ملازمة بيوتهم. وبعد يومين على إجلاء اكثر من مئتي ألف شخص من محيط المحطة النووية في فوكوشيما، وسّع رئيس الوزراء ناوتو كان المنطقة الأمنية حول المحطة، ودعا السكان المقيمين في قطر 30 كيلومتراً الى البقاء في منازلهم، وقال: «ابقوا في الداخل، وأغلقوا النوافذ ولا تشغلوا مراوح التكييف ولا تخرجوا غسيلكم». ميدانياً، أبدى المنكوبون بالزلزال وأمواج المد «تسونامي» التي أعقبته الجمعة الماضي، رباطة جأش وتضامناً، ولم يُسجل أي تعكير للأمن في المناطق المتضررة . وقالت طالبة كندية تدعى جوفون ايفانز: «في أفلام الكوارث، نرى دائماً أناساً في حالة هستيريا يهرولون في كل مكان. لكن الوضع هادئ جداً هنا»، علماً ان رجال الإغاثة عثروا تحت الأنقاض أمس على امرأة سبعينية ورجل لم يحدد عمره على قيد الحياة، في مقاطعتي ايواتي ومياغي.